02:33:13صباحا

اخبار المركز

الاثنين، 8 مارس 2021
Unknown

بيرغ العشائر.

بيرغ العشائر.  
 
 البيرق هو الراية التي ترفع في المعارك والهجوم يصحبها ويحملها من هو الأجدر بها من شجاعة وقدرة. وعادة ما تكون مخصصة للقائد الذي يتمتع بصفات جيدة حتى يتم النصر على يديه.  
 فلقد ورد أن النبي صلى الله عليه وإله في معركة خيبر قال ( لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع إلا والفتح على يديه )وبالفعل فلقد تم الفتح على يد الإمام صلوات الله عليه.  
 ويوم العاشر كان حامل اللواء أي الراية هو العباس عليه السلام.  
 إذ إن حمل الراية يكون من الشجعان والصناديد والقادة وهي محفزة للجنود وداعمة باتجاه التقدم والمضي نحو النصر. ومتى ما تم تركيز الراية تم الاستحواذ على المعركة وحسبت لصاحب الراية التي لم تسقط.  
 تطورت الآلية إلى أن تحولت الحروب بين الدول والتوجهات إلى العشائر والقبائل حتى اتخذت الصور الحالية وتشكلت ألوان القبائل فهذا البيرق الأحمر وذاك البيرق الأصفر وهكذا 
 كما يوجد في داخل البيرق ( الراية) رسم للدلال أو السيوف أو غيرها مع كتابة اسم العشيرة أو البيت أو الفخذ. حسب التدرج المعروف بين العشائر.  
 إلا أنني أشكل على هذا التدرج والأدراج وافتح باب النقد والتصحيح مع علمي المسبق بما أقوم به من عملية نبش للقبور أن صح التعبير. لكن المسؤولية الملقاة على عاتقي وشعوري بالمسؤولية أمام الله والتاريخ والوطن تجعلني أسعى إلى الإصلاح أين ما وجد لذا لدي عدة نقود على ما نراه من استخدام للبيرق في هذه الأيام.  
 
 أولا أن البيرق لا يحمله إلا كبير القبيلة أسوة بتاريخ الراية الذي اختصرت ذكره أعلاه وليس مجموعة من الشباب لمجرد حمله وللأسف عادة يعطى لمن ليس وجيها أو ذو شان بل يعطى لأي شخص إذا أين رمزية هذا البيرق؟ ويتم الأمر كما نراه بهز البيرق مصحوبا بالأهازيج والثناء ويصل إلى إطلاق العيارات النارية بكثافة.  
 
 ثانيا أن حمل البيرق يكون في الحروب لتحفيز العشيرة بالهجوم على العدو كما ذكرت أعلاه باختصار (لأني أريد أن أهرول إلى المطلب وحتى لا يطول الحديث) فما هو الوجه من استخدامه في المأتم ( الفواتح )؟ مع وجود مداحين ( مهوسجية) تم اصطحابهم بمبلغ من المال للمدح والتهريج والكذب والنفاق بحق هذا الشيخ أو هذا القادم؟ ؟ ؟ 
 والحال أن الأهزوجة تقال ارتجالية من قبل نفس حامل الراية الذي يقود المعركة أما هنا فلا البيرق استخدم بمكانه الصحيح ولا الشيخ يستحق القيادة لأنه ترك مهمته لغيره ولا من يحيطون به شجعان لأنهم يهزجون بغير الحرب. ولا ما يقال في حق الشيخ صحيح لأنه ليس بمستحق.  
 
 ثالثا. أرجو التركيز على هذه النقطة رجاءً لأني سوف أختم بها وهي الهدف من هذا المقال.  
 إن البيرق العشائري العراقي يحمل صورة هلال وفي داخله نجمة وهذه الصورة ترمز للدولة العثمانية التي انتهت قبيل قرن العشرين على يد الإنكليز ثم حوصرت بدولة تركيا الحالية. ومازال الهلال والنجمة علم تركيا إلى هذا اليوم.  
 أما الهلال فهو يرمز للهلال الإسلامي وأما النجمة فهي ترمز للدولة العثمانية انذاك . فعلى أي أساس وتحت أي قانون ترفرف نجمة العثمانيين وهلالهم في كل المناطق العراقية؟ ولو سلمنا أنها تعود لتاريخ العشائر الذين لديهم سجل كامل في إسطنبول بسبب الاحتلال العثماني للعراق لكن كيف نحل الأمر مع العلم التركي؟ والعالم كله يعرف أن العلم التركي لونه أحمر وفيه هلال ونجمة ويعد هذا العلم الرسمي للدولة الحالية؟ .  
 للأسف الشديد أن الأفعال ليست كالأقوال فعشائرنا العراقية تمر بأزمة فكرية واجتماعية وإنسانية فلقد تشتت وتبعثرت وسمح أن يدعي الشيخة والقيادة من لا أهلية له ولا قبل. وسمح أن تتحول القبيلة من زعيم واحد إلى عدة زعامات وتفشى الباطل وديس على الحق والبخت وركب الوجاهة بعض طلاب الدنيا. لذا أهيب بعشائرنا العراقية الأصيلة تغيير الهلال والنجمة برموز أخرى مثل السيف والخيل والذلة وللمكوار.  
 وأهيب بهم أخذ الموضوع بجدية وألا يعتبرون الأغلبية دليل الصحة وعدم مخالفتهم هو الصحيح أبدا. بل لابد أن تبدأ العشائر بهذا الفعل احتراما لعلم وطننا وخروجا من تبعية الدولة العثمانية الميتة. 
والسلام عليكم.  
 https://t.me/iljnaan
 مركز الفكر للحوار والإصلاح.  
 الشيخ مجيد العقابي
بيرغ العشائر.

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top