انا اعلم الأحياء والأموات.

الصدر ينادي.  (٨). 

انا اعلم الأحياء والأموات. 

هذه الكلمة قالها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس. وأخذت في نفوس المبغضين مأخذا عظيما كما وجهل حقها كذلك الكثير من المقلدين له قدس. 

وتحليلها ضمن عدة نقاط والله المستعان يكون كالتالي:

١- ان السيد الشهيد الصدر قدس. صادق القول ولا يمكن ان يُتهم انه كاذب وحاشاه من هذه الأفعال والذنوب. 

يمكن ان يسهو او يخطأ لانه ليس من المعصومين. وهذا امر طبيعي جدا فلعله اذا كثر الاحتمال بطل الاستدلال او تحصل لديه نتيجة فقهية علمية ولكنها ليست الحكم الحتمي للموضوع ولكن رغم ذلك هو وصل اليه بالدليل اكيدا ولا يوجد بديل! ولكن ان يكذب فهذا محال بل مستحيل. 

لان الكذب لا يصدر من الشجاع المتصدي لمواجهة الطغاة وهو قد تصدر المشهد بلبس الكفن ضد الظالم الهدام . 

ولا يمكن ان يكون الكذب من الذي هو في مركز قيادة وليس مقاد ؟!. ولا يمكن ان يكون من رجل عرفاني لا يمد قدمه في بيته لانه يشعر بحضرة الله! ولا يمكن ان يكون يكذب وهو يعرف انها من الذنوب!. 

إذن علينا ان نثبت هذا المطلب حتى نستطيع ان نفهم قوله قدس فمن يتمتع بهذه الصفات القيادية والدينية لا يحتاج الى الكذب ابدا. 

٢- ان قوله انا اعلم الأحياء والأموات.

 ليس من باب ألانا كما يحصل عند بعض الناس من اجل حب الرياء او البروز والظهور. 

فهو لا يحتاج الى هذا الامر ابدا وخصوصا ان له قواعد شعبية كبيرة جدا تفتديه وتتفانى في حبه بل عشقه حد الشهادة؟!. 

اذا هي حالة إثبات لا حالة حب الدنيا والاستعلاء والتكبر التي خلى منها السيد الشهيد ( صاحب الجواريب الممزق) و ( صاحب الجلوس في بداية المجلس عند الباب وفاتح الباب لاستقال مئات الاحباب !). 

هذا الامر يسطره الانسان للإثبات ليس الا فلقد صدر كثيرا من الاولياء والانبياء فهل نتهمهم ! استغفر الله من ذلك. 

كما حصل مع أمير المؤمنين الذي قال ( انا الاول انا الاخر انا النور الذي اقتبس من مكة ) فعلي عليه السلام الذي ذاب في حب الله جل جلاله لم يعرف بالانا إطلاقا بل لا يمكن ان يقال عنه هذا ولو في الشعور الباطني طرفة عين ابدا.

وقلنا انه حصل هذا الامر مع يوسف  عليه السلام وهو نبي حين قال بسم الله الرحمن الرحيم ( اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم) وهود عليه السلام ( وانا لكم ناصح  امين) وموسى عليه السلام ( اني رسول من رب العالمين). 

اذا نفهم من هذا ان الأنبياء والأولياء لا يتحدثون بالانا لأجل أنفسهم بل لأجل الله وتوضيح الامور للناس. 

٣- صلب الكلام وقضية الأعلم من الأحياء. 

 فهذا جانب طبيعي لم يمتنع من قوله احد من الفقهاء على مدى وجود الحوزة العلمية الشريفة منذ ان أسسها الشيخ الطوسي قدس الى يومنا هذا. 

اذ ان الفقيه لابد ان يظهر علمه وحجيته في الاجتهاد بما يشعر به اولا من اعلميته بينه وبين الله. ومع الاثبات الخارجي الحاصل من الفضلاء والعلماء الذين يحرزون انه مجتهد. 

فلذلك عندما يفتح درس البحث الخارج يفهم الناس من خلال طرحه وأدواته وملكته وتوسعه في الأدلة والدقة في النظر والاستلال انه مجتهد!

ومن هذه الناحية فلقد مارس السيد التدريس لفترة طويلة ويحق للسيد الشهيد الصدر قدس ان يقول بانه الأعلم من الأحياء خصوصا انه اظهر احد الأسباب التي يعتبرها هي البصمة في الاجتهاد وهو علم الأصول فالاعلم في الأصول هو اعلم من غيره في الفقه كما صرح بذلك غير واحد من العلماء . 

والسيد الشهيد الصدر قدس يكاد ان يكون في الأصول الأوحد والأشمل في زمانه خصوصا ان أستاذه محمد باقر الصدر قدس كان الجهبذ في هذا الفن والذي طور من علم الاصول ونظمه بالحلقات الثلاثة كطريقة اصولية حديثة في الحوزة  بعد ان كانت أصول الشيخ المظفر قدس لوحدها وغيرها !. 

٤- وأما اعلم الاموت. 

فهذه اصلا لا تحتاج الى دليل وكلام طويل لانها بديهية جدا.  لان علم الأموات من العلماء قدست اسرارهم كلها عند الحي ! وهو يقينا قد أضاف عليها لانهم اموات وهو حي ولانهم انتهت استدلالاتهم وهو مازال يستدل ويضيف !وهكذا. 

في النهاية ان البعض لم ينصف هذا الرجل ابدا بل حتى من مقلديه او محبيه بدليل انه عندما تقول لهم انه اعلم حتى من أستاذه يحتج عليك بعضهم ولا يفهم انها مسالة علمية مشتقة من قوله قدس سره؟ عندما قال انا اعلم الاحياء والأموات. 

فهو اما جاهل في حال مرجعه وهنا يكون تقليده لا معنى له لانه قائم على العقل الجمعي وبلا دليل.  

او يكون معاديا لأنك انت القائل وليس غيرك الذي لو عطس لروج له فقط لانه منهم على سبيل المثال وانا لله وانا اليه راجعون. 

فاتقوا الله في مظلومية هذا الرجل وليفهم الناس ان الحديث العلمي هو سيد الموقف وان حديثي ليس عاطفيا البته. 

الشيخ مجيد العقابي 

٢٠١٧/٤/١٠