04:54:06صباحا

اخبار المركز

الأربعاء، 6 يوليو 2022

هل كان الامام علي عليه السلام يركب الفرس


بسم الله الرحمن الرحيم.


يكثر الدفاع عن مواقف بعض الناس  باستحضار مواقف أهل البيت عليهم السلام لدفع شبهة أو جلب منفعة تضفي على عمل المعني جانب الإيجابية. 

وهذا بحد ذاته جيد جدا 


ولكن!


المشكلة في عدم نقل التاريخ الصحيح أو استقاء المعلومات من المصادر الصحيحة وعلى رأسها الكتاب، لأني أجزم أن كثيرا من المتحدثين يعتمدون في نقلهم  على السمع! بل حتى بعض الخطباء لا يقرأون ويأخذون المعلومات من الخطباء السابقين!!! 


أكثر من ذلك بعضهم يأخذ أجوبته من أجوبة المعلقين في الفيس بوك!  وقد لاحظت ذلك وتابعت أحدهم قد تعرض لردود فعل من قبل جهة معينة فلم يرد عليهم وبعد يومين أجاب بمحاضرة كانت عبارة عن أجوبة استقاها من المدافعين عنه ! وأخذها كحجج للرد على مناوئيه. 


أقول لكم شيء 


دافعوا عن أفعال العلماء والقادة وأي شخص  تحبونه من حقكم بل لعله في بعض الأحيان يكون واجباً عليكم ولكن بالشيء الصحيح ولا تفتروا على أهل البيت عليهم السلام لتبيضوا صفحة أحد. فما أكثر الأساليب المنطقية التي ترفع البس وتفيد في المقام لإجابة المستشكلين أو السائلين. 


تكررت قضية ركوب بعض القادة والعلماء لسيارات حديثة ويمكن الجواب على من يرفض ركوب السيارات الحديثة بجواب بسيط جدا لا يحتاج إلى تشتيت أو استعمال خاطي لسيرة المعصوم ومحاولة المقارنة بين الحاضر والماضي. فأهل البيت لا يقاس بهم أحد. وكان يمكن الجواب عن هذا الإشكال بكل بساطة من دون الإساءة إلى مقام العصمة. وعلى سبيل المثال 

الجواب : إن لكل زمان مركوب بكل اختصار. 

ولا يوجد ضير في السيارة الحديثة إذا كانت متعارفة كمركوب وهذا هو الفقه الصحيح وليس غيره من تفريع نعبر عنه دعوى ولا دليل عليها؟! انتهى


وأما ما يكثر من أن الإمام علي عليه السلام كان يركب أفضل الخيول والجياد فهذا محض افتراء وكذب على الإمام عليه السلام. 


وسياتي النص على ذلك وليت من يذكر أن الإمام يركب الفرس أو الحصان أن يأت بالمصدر ليكون مبرئاً للذمة أمام الله. 

أما أن نسمع أو نقرأ بعض الإخوة والأخوات ينقلون ما لا وجود له فهذا الكذب على المعصوم وإساءة واضحة له ولا تقل عداوة من النواصب لآل البيت عليهم السلام. 


فعلي عليه السلام ذلك النموذج الوتر الذي اتخذه المتصوفة زعيم لهم واليساريون كذلك وكل المنصفين في العالم  الذي كان يبيت وهو غير شبعان ويلبس ثوباً واحداً وينام على الحصير وجعل الفقير يقول الحمد لله الذي جعلني بفقر ليس كفقر علي ابن أبي طالب لا يشتري كثرة جياد أو خيل أو يظهر عليه ملامح الترف المنافية لكلماته بل لحياته. 


وإليكم الرواية في هذا الباب. 

ما ينقله صاحب مناقب ال ابي طالب في ج ٣ ص ٨٤ ما نصه: قيل له : لم لا تركب الخيل وطلابك كثيراً ؟ فقال : الخيل للطلب والهرب ولست أطلب مدبرا ولا أنصرف عن مقبل . وفي رواية: لا أكر على من فر، ولا أفر ممن كر، والبغلة تزجيني، أي تكفيني.  


وكان (مركوبه عليه السلام) بغلة بيضاء يقال لها دلدل، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما سميت دلدل لأن النبي لما انهزم المسلمون يوم حنين قال دلدل، فوضعت بطنها على الأرض فأخذ النبي (ص) حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم، ثم أعطاها عليا (ع) وذلك دون الفرس .



فيا إخواني فلنتق الله فيما نقول فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ومن أجل دفع شبهة معينة أنت تسيء لإمامك بقصد أو دون قصد وهذا لا يجوز ولو كنا نرفض ذلك الاعتداء من الناصبي فكيف نقبله منك وأنت الذي يجب عليك أن تعرف أمامك؟! أولست تقف على بابه وتقول له في الزيارة : جئتك عارفا بحقك ؟ أي معرفة هذه وأنت تجهل أبسط أبجديات حياته ولعله يتم استغفالك بكلام لا وجود له. 


فإذا كنت لم تعرف عن حياته ما يبرئ ذمتك يوم القيامة من باب الأسوة فهل تعرف مقامه وقدره وحق طاعته؟! فتدبر 


مركز الفكر للحوار والإصلاح


الشيخ مجيد العقابي





هل كان الامام علي عليه السلام يركب الفرس

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top