أبو جهل ايقونة الموت

أبو جهل

أيقونة الموت.

كان أبو جهل يعبر عنه بأبي الحكم لحكمته ودهائه وكان صاحب رأي وسلطة في مجلس سادة قريش وزعمائها الذي كان يعقد في دار الندوة.

الى أن جاء رسول الله صلى الله عليه وآله. فقعد اليه الصراط المستقيم وأخذ يعرض بالنبي ويعتدي عليه بشتى الوسائل حتى وصل الاعتداء الى أن يرمي عليه فضلات الحيوانات المتبقية عند الاصنام والتي كانت تهدى إليها. عندما رآه ساجدًا لربه فقال : محمد يسجد لربه لأجعل منه أضحوكة للمارة. فقام اللعين ونفث هذه الفضلات على رأس نبينا صلى الله عليه واله.

ولذا سماه النبي صلى الله عليه واله بأبي جهل لانه لم يستخدم الحكمة والمعرفة والرضوخ الى قوة المنطق وليس منطق القوة.

لم تنته الجاهلية عند هذا الرجل بل هي مستمرة الى يومنا هذا من قبل اصحاب النفوس الضيقة والرؤية الفاسدة فكل مصلح تجده يتعرض الى الاعتداء والإساءة ويكثر عليه التمرد والتشويه، ومن المؤسف جدا ان تجد هذا الاعتداء يصدر من قبل الجهلة الذين لا يفقهون شيئا في القران وعادة ما يتم عداؤهم نيابة عن غيرهم.

اذ ان الجهل سلاح يصيب الهدف ولا يخطئه يستخدمه المتنفذ والمتمترس من اجل رغباته ونزواته التي تتشكل عادة بثوب الخديعة والمكر.

وهذا ما ساق أمير المؤمنين عليه السلام الى ان يدخل في حروب داخلية بسبب مكر عمر بن العاص ومعاوية الذين استخدموا الجهله في محاربة وصي رسول الله فاصبحت حكومته منهكه بسبب حرب الجمل وصفين والنهروان ولو تركوه لاخذ بالامة الى عنان السماء من التقدم والازدهار وهو القائل عليه السلام : والله، ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس.

ودونك تلك الادلجة الشامية التي بقيت لعصور ودهور تصف امير المؤمنين عليه السلام تارة بانه لا يصلي وتارة بالأنزع البطين حتى دخل أحدهم على الامام الحسن عليه السلام فنال منه ما نال من السب والشتم. فقال الامام السبط عليه السلام : شمشمة اعرفها. هل انت من الشام قال بلى. فقال له الامام عليه السلام: تعال يا اخا العرب انتم في الشام لا تعرفوننا.

فأدخله الى داره واكرمه حتى خرج الرجل وهو يمدحه ويمجد به.

وتستمر الادلجة الجاهلية ويبقى الجهل سيد الموقف في إقصاء العقول الواعية او المعارضين.

فيفجر السيد عبد الحسين دستغيب في محرابه.

ويقتل فرج فوده من قبل اثنين جهلة لا يقرأون ولا يكتبون لانهم رسل ظلام من قبل من ارسلهم واشبعهم عداء لفرج فوده.

ويستشهد الشهيد الصدر قدس سره وهو متهم من قبل بعض النفوس الجبانة والضعيفة اذ لا يتصورون ان هناك رجل ينهض بشريعة جده من جديد في ظل السلطات الغاشمة الا ان يكون متهمًا بنظرهم فلم يجدوا غير الاتهام والتسقيط.

وكم من العلماء الذين قتلوا صبرا وظلما بسبب جهل او حسد

فما ان يبزغ نوره حتى يخلقون له شبهة ويحرضون الجهلة عليه.

فهذا الذي اتهم بالعمالة لانه يحيي الشعائر

وذاك الذي اتهم بالانحراف لانه قال بقضية تاريخية

وذاك الذي اتهم بالضلال لانه ناقش بعض الافكار وغيرهم الكثير ممن لا يسع المقال لذكره!

ويستمر الجهل الى يومنا هذا ويبقى ابو جهل ايقونة الماضي والحاضر.

ومع اننا ذرة في هذه المجرة

والركاب يسع لقدمي وقدم الآخر.

الا ان بعض هذه النماذج لا تعرف الشراكة والتعايش وفق المنظور القرآني ( لكم دينكم ولي دين)

انما هي تعيش وفق عنوان واحد وثابت ( اما انا واما انا )

بل هي تريد ان تاخذ الدنيا والآخرة وحدها

فيصبح المفكر والمنتج خارج الدنيا والآخرة فلا يقبلون ان يشاركهم الحياة ولا يقبلون ان يحكم الله على عباده، بل هم من يقرر مسبقا من يدخل النار او الجنة.