التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله. وللأسف لطالما نقل على أنه حكمة لغيره.
المهم.
لي طفلة عندما تريد أن تقضي حاجتها وتعود أسألها أين كنت. فتبقى ساكتة مع ملامح الحياء والخجل التي تخيم عليها. رغم أن الأمر طبيعي جدا ولا داعي للخجل .
أختها الأكبر كانت إذا طرقت الباب تهرول إلى المطبخ من دون أن تعرف هل الطارق هو رجل أو أمراء. وكنت أمازحها انتظري لا تهرول لكنها تهرول مباشرة إلى المطبخ.
هل هذه صدفة؟
طبعا لا.
فهي تتعلم من بيئة الأسرة ومن نمط الحياة الذي يسوده العفة. إذا التربية مهمة في نشأة الإنسان وخصوصا إذا كانت من دون توجيه بل تطبيق وتأثر بطريقة إياك أعني واسمعي يا جارة.
لأن الصغير يقلد كل ما يراه،فمثلا البارحة كنت في الزيارة فسلمت ورجعت بطريقة عدم إدارة ظهري للإمام عليه السلام فرأيت ولدي يفعل مثلي وهو يتعثر لأن الرجوع للخلف مع الزخم الموجود مربك هذه المسألة لا تخص أولادي أبدا بل كل طفل يتعلم ويكتسب من البيئة وعادة ما يحاول أن يقلد الأكبر منه ومهمتنا أن نعلمه وكذلك أن نوظف التقليد للأشياء الصحيحة وليس لكل شيء .
أنا استغرب عندما أرى بعض المقاطع أو حتى في زيارتنا لأهلنا وأقربائنا لأطفال يرقصون أو يسبون أو طفلة تضع عليها مساحيق الوجه أو طفل يسب أمه ووالده يسمعه ويضحك وهي كذلك تمرر الاعتداء دون توبيخ وتعليم فعلا إنه لأمر مستقبح أن تتعود الطفلة على الفساد من صغرها والطفل على سوء الأخلاق من صغره.
هذه الطفلة عندما تضع مساحيق الوجه وهي تعرف أن مساحيق الوجه الذي تضعه أمها لزوجها. سوف تحاول أن تطبق التصرفات مع الصبية كما أنها لن تشعر بالعيب ولا الحياء في مستقبلها أبدا. لأن هذا الأمر تعودت عليه من صغرها.
أغلب الناس هم سبب الانحرافات ولكنهم يعاقبون غيرهم عليها. لأن الطفلة لا ذنب لها ومع هذا إذا انحرفت في شبابها سيتحول إلى بطل غيور!!!. وسيمارس عليها دور الشريف العفيف المصدرم من مما حصل. ؟! هل تلاحظون النفاق !
المشاكل التي نراها تستدعي أن نتحمل المسؤولية وكذلك أن لا نرمي باللوم على الدهر أبدا.
ركزوا في كلام النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أرجوكم.
ربوا وعلموا واصحبوا على منهج الإسلام الأصيل الذي يريد لنا الصلاح ويدفع عنا البلاء في تحديد مهام كل مرحلة من غيرها فإذا فتحت المراحل وتداخلت فيما بينها فلن نحصل على مجتمع سليم إطلاقا.
من قبيل أن الشاب يشرب الأركيلة وهذا ما لم نعهده أبدا إذ كنا نشاهد الأركيلة بيد الشيوخ الكبار في السن فقط!!!!! ( حتى كان يوصف الرجل الكبير صاحب الشخصية بها)فعندما تختل التوازنات وتختلف الأدوار يعني أننا ندوس على قيمنا ونستبدل منظومتنا بغيرها والكل مسؤول عما يحصل لأن تشكل المظاهر الاجتماعية غير منحصرة بالمورث والوراثة بل بكل محفزات العصر.
مركز الفكر للحوار والاصلاح
مجيد العقابي.
٢٠١٩/٧/٣٠
0 التعليقات:
إرسال تعليق