بسم الله الرحمن الرحيم.
#رصد_عقابي_٩ (وزارة الزراعة ).
كان الآشوريون يقدسون أربعة أشياء هي نخلة التمر والمحراث والثور المجنح والشجرة المقدسة ، وكان العراق يسمى بأرض السواد لكثرة نخيله وأشجاره التي كانت تغطي أراضيه الشاسعة منتجة لأفضل التمور والحمضيات والخضروات في العالم لتميز تربة العراق بخصائص قل نظيرها عن باقي البلدان ولوجود نهري دجلة والفرات اللذين يلتقيان في شط العرب كشريانين في البلاد. وكان العراق يصدر التمور والحنطة والشعير إلى دول عدة حتى إن بريطانية العظمى كانت تشتري من العراق بالباون وغيرها من الدول.
وإلى فترة الحصار الجائر (أصدر مجلس الأمن القرار رقم 661 في السادس من أغسطس/آب 1990 بفرض عقوبات اقتصادية على العراق. وكان الهدف من هذا الحظر لإرغامه على سحب قواته من الكويت.وظلت العقوبات نافذة بذريعة التأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل فهذا هو الحصار) كانت الأسواق تعج بالخضروات نعم هناك بعض الفواكه المستوردة لم تكن تزرع في البلاد لاحتياجها إلى مناخ خاص لكن الفرد العراقي لم يشعر بنقص الخضروات ولا التمور ولا الفواكه أبدا.
بلغ عدد أشجار النخيل في العراق حوالي 32.36 مليون نخلة ففي عام 1952 انخفض هذا العدد إلى 16.25 مليون نخلة وفي عام 1994 إلى 15 مليون نخلة وفي عام 2012. كما كانت البصرة يوما موطنا لـ13 مليون نخلة، انخفض هذا العدد حسب إحصاءات عام 2017 إلى 1.2 مليون نخلة فقط. وسبب هذا التفاوت هي ظروف أبرزها قلة المياه وارتفاع ملوحة المياه والتربة في المناطق الجنوبية وجفاف معظم الأراضي والتصحر، وإحراق العديد من البساتين في الجنوب، بالإضافة إلى هجرة الأيادي العاملة في الزراعة من الريف إلى المدينة بسبب ضعف المردود الاقتصادي مقارنة بفرص العمل المتاحة في مراكز المدن، والزحف العمراني على بساتين النخيل. كما انخفض عدد المصانع من 150 قبل الغزو الأمريكي إلى 6 مصانع في عام 2009، وتعبأ أغلب التمور العراقية الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويوجد في العراق 627 صنفاً زراعياً من التمور منها حوالي 50 صنفاً تجارياً ( طبعا بعض المعلومات استقيتها من كتاب نخلة التمر ماضيها وحاضرها) وهذه الأنواع موزعة على ١٣ محافظة من مجموع محافظات العراق ومنها بغداد.
تخيلوا مع هذا العدد الكبير من الأنواع يصل بنا الحال أن نشري التمور بأسعار باهظة؟ بل يفتقر السوق إلى جميع الأنواع وتواجدها!!!
ولو رجعنا إلى الخضروات والفواكه فهذه الطامة الكبرى حيث قرأت بتقرير وزارة الزراعة الأسبوعي حول أسعار الخضروات للشهر الثالث من هذه السنة ٢٠٢٢ وبالجملة إن سعر الباذنجان ٩٠٠ دينار؟ وحش الطاوه الذي كان صديق الشعب أيام الحصار وصل سعره اليوم إلى أن يباع بألف دينار وأكثر؟ والفلف الأخضر ب١٠٠٠ دينار ؟ والثوم ب٩٠٠ دينار ؟والخيار والبطاطه ب٨٥٠ ديناراً؟ هذه الأسعار أسعار جمله! إذا أضف إلى كل مادة ٥٠٠ دينار تقريبا فالمستهلك سيشتري من الدكان كيلو الباذنجان الواحد ب١٥٠٠ والفلفل ب١٥٠٠ والثوم ب١٥٠٠ والخيار ب١٢٥٠ أربع أنواع لا تسد المائدة تجاوزت الخمسة آلاف عراقي ؟ إذا ماذا يفعل الفرد صاحب الدخل اليومي المحدود؟.
أعرف أن المقال في بدايته دفعكم للشعور بالزهو وأنتم تقرأون عن تاريخكم كما أنا ولكنه وصل إلى أن يحزنكم في الأخير فهذا حالنا للأسف نحن الوحيدون ماضينا أجمل من يومنا فلقد فعلت الحروب أفعالها وتكالبت السياسات علينا بظلمها وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الحلول.
١- إيقاف تجريف البساتين وتحويلها إلى سكن فورا فورا فورا. ومعاقبة كل من يحول الأراضي الزراعية إلى أراض سكنية. وتحويل الأراضي الزراعية التي سكنها الناس إلى ملك صرف. لإنهاء التجاوزات على البساتين وعدم السماح بالبناء الزراعي بعد إعلان القرار.
٢- ترغيب الفلاحين وشراء المحاصيل منهم وتزويدهم بالمعدات الحديثة والخدمية التي تسهل عملية الزراعة والإنتاج وتقلل من صرفيات الفلاح أثناء الزراعة.فالفلاح في الغرب يعود من عمله إلى الحفل دون الدخول للحمام لأنه لا يبذل جهدا أكثر من تشغيل الحفارة أو الحاصوده فلماذا مازال ( الكرك) يرافقنا؟
٣- استحداث بحيرات صناعية لزراعة المناطق الصحراوية والتي أرادت السعودية استثمارها قبل سنة أو أكثر ( لا أذكر بالتحديد) وإعمار الأرض بالمنتوجات المحلية التي تسهم بزيادة المنتوجات الغذائية وتشغيل الأيادي العاملة وتقليل التصحر وزيادة الخضار في البلاد فلا أدري ماذا تريدون من الصحراء هل تبيعون رملها؟ إذا استثمروها رجاء ولتتحول إلى مدن نافعة زراعيا وسكني كما حصل في مصر حديثا وكما تنوي السعودية من أحياء منطقة شبه ميتة.
٤- منع استيراد ما يزرع محليا ،فقط ما يحتاجه الشعب لاستكمال ما يستهلكه المواطن يوميا. فمثلا عندما يزرع الرقي بكميات كبيرة فليس من الصواب استيراد الرقي من الدول المجاورة؟ لأنه ضرر على المنتوج المحلي وعلى الفلاح، لكنك عندما تستورد الموز أو المنكا أو الفراولة هذه فواكه لا تزرع في البلد فاستيرادها لن يسبب ضررا لأحد بل هو زيادة مفيدة للمواطن.( آكو مثل يكول إلى يحتاجه البيت يحرم عالجامع بعد عليمن تنفعون غيركم والبلد أولى بي).
٥- تسويق المنتوج المحلي وإيصاله إلى المحافظات جميعا لسد النقص فيها وليس الاتكال على الفلاح الذي سيبيعه في منطقته مخافة كلفة النقل. فالحكومة لا بد أن تسعى إلى العمل على توزيع المحصول بنفسها حتى وإن لم تشتري من الفلاح وتكون ناقله له فقط وهو المستفيد ،المهم أن يحصل الشعب كله على المنتوجات لا أن تنعم حلبجة بالرمان الرائع وبغداد تستورد الرمان اليمني؟أو تنعم البصرة بالسمك والتمور وأربيل تستورد المجمد! على الحكومة أن تفكر في تغطية وتوزيع ثروات البلاد بطريقة العدالة والتوازن.
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله رفقا بعمتكم النخلة وللأسف عندما أمر من سريع الدورة وارى النخيل بلا سعف مقطوع الرأس مصلوب كخشبة ،أشعر بالإعدام الجماعي والله واعتصر من الألم وقد كتب القصائد الكثيرة حول هذا المنظر المدمي للقلب.
https://www.m-alfikr.org/
لنعي مسؤوليتنا ولنعمر بلدنا مجددا فيا ساسة البلاد أنتم أصحاب القرار وانا اطرح الأفكار أمام الله قد برات ومع نفسي تصالحت والمهمة عليكم وإن شاء الله نأمل بكم الخير والله من وراء القصد.
https://t.me/iljnaan
الشيخ مجيد العقابي
٢٠٢٢/١١/١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق