04:54:06صباحا

اخبار المركز

الأربعاء، 14 أبريل 2021

صدق النية والاخلاص في العمل



من اجمل ما قرأت من التراث النبوي الشريف احاديث تربية النفس والحث على الاخلاص ومنها :
 «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».
 
«مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ».
 
 «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».
 
 «ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»
عند مراجعتنا لتراث محمد وآل محمد صلوات الله تعالى عليهم نجد انهم قد اكدوا على الاخلاص بالعمل وصدق النية والوفاء لما لهذا الجانب من تأثير على بناء مجتمع قادر على احترام ذاته ومحاسبة النفس لاداء افضل للمجتمع . 
 من أعظم الأمور التي يجب الالتزام بها هو الاخلاص وصدق النية، لما لها من أثر طيب في حياة الفرد والمجتمع بأكمله، ويبدأ إخلاص الإنسان بأن يكون مخلصًا لربه في قيامه بالعبادات على أكمل وجه وأفضل صورة، وهي أعظم صور الإخلاص، كأن تكون صلاة المسلم خالصة لوجه الله تعالى فيها خشوع تام ودون أي رياء، وأن يكون صيامه مطهرًا من أي رياء أو نفاق أو استعراض أمام الآخرين، لهذا يجب أن يكون الإخلاص في العمل غاية ووسيلة في الوقت ذاته.
اذكر في احد الايام سألني احد طلبتي عن اهمية الاخلاص بالعمل عندما كنت احثهم لبذل قصارى جهدهم لتحقيق عمل يثابون عليه فأجبته : 

للإخلاص في العمل أهمية كبرى لا يمكن التخلي عنها، وهذه الأهمية تنبع من كون الإخلاص هو ميزان للتفاضل في الأعمال يوم القيامة، فقد يأتي الكثير من الأشخاص يوم القيامة وهم يظنون أنهم عملوا الكثير من الأعمال، لكنهم لم يخلصوا فيها ولم تكون نيتهم لله، بل كانت لأجل الحصول على منافع دنيوية، الإخلاص في العمل من صفات المؤمنين الصادقين الذي صدقوا عهدهم ووعدهم مع الله تعالى، خاصة أنّ المخلص في عمله سواء كان هذا العمل عبادة أم عمل وظيفي لا يلتمس إلا رضا الله تعالى، ولا يطلب الثناء والمديح من أحد أو من باب التفاخر، وهذا بحدّ ذاته يجعله قويًا وواثقًا من نفسه، لا يهمه العباد بقدر اهتمامه برضى الله وحده، كما أنّ الإخلاص من مكارم الأخلاق التي أمر الله تعالى الالتزام بها، والإنسان المخلص في عمله تكون سريرته نقية، وذهنه صافٍ لأنه خرج من حب الدنيا وطلب رضا الناس، فالناس لا يرضون عن بعضهم إلّا وفق الأهواء والمصالح الشخصية. لو أخلص جميع الناس في أعمالهم لسارت عجلة التطور بشكلٍ أسرع، خاصة في العمل الوظيفي الذي يجب أن يؤديه أصحابه بإخلاصٍ تام وإتقانٍ كامل حتى يكون صحيحًا دون أخطاء، فلو أخلص المصنّعون في الصناعة لما تعرضت المصنوعات للتلف السريع، ولو أخلص العامل في التنظيف لما اضطر الناس للاستعانة بعاملٍ آخر لإعادة التنظيف، لهذا فالإخلاص مجدٍ من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، والدول التي يُخلص أبناؤها في خدمتها تكون متطوّرة لا تخشى الأعداء أو الغدر أو الخيانة، لأنّ الجميع فيها يعملون بمثابرة واجتهاد، ويكون هذا العمل نابع من أعماقهم.
الأنانية أو الافتخار بالنفس صفات ابليس لعنه الله كانت سببا في جعل مثواه النار .وهذه ليست من  سمات الأنبياء والصديقين التي يجب أن يتحراها المسلم عندما يفعل شيئًا، فلو أخلص جميع الناس لكان المجتمع أفضل بكثير مما هو عليه الآن، لكن حب الظهور يطغى عند البعض على كلّ شيء، فيخسرون.

اسراء نجم عبد 
١ رمضان ١٤٤٢ 
عضو مركز الفكر للحوار والإصلاح
صدق النية والاخلاص في العمل

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top