⏺ قيل : " جرى بين الحسين ( عليه السلام ) وأخيه محمد بن الحنفية كلام ،
فانصرفا متغاضبين ، فلما وصل محمد الى منزله أخذ رقعة فكتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن علي بن أبي طالب الى أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب ،
أما بعد ،
فإنَّ لك منزلةً لا أبلغها وفضلاً لا أدركه ،
فإذا قرأت رقعتي فالبس رداءك ونعليك وصرًْ إليَّ فترضيني ،
وإيّاك أنْ أسبقك الى الفضل الذي أنت أولى به منّي ، والسلام " .
فلما قرأ الحسين ( صلوات الله عليه ) الرقعة ، قال :
ياغلام ، ردائي ونعلي ، فلبسهما ، ثم جاء الى أخيه فترضاه وصالحه " * .
⏺ أحبتي جميعا ..
اشتهر بين الأطياب انهم ينتظرون العيد للتصافي والتراضي اذا كان في قلوب بعضهم تجاه البعض الآخر شيئاً ما .
ما أتمناه عليكم ، وماينبغي أنْ يحصل هو أنْ نُقَدّم ذلك حتى قبل شهر رمضان .
بل روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
( قال أبي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية ، فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب ) .
اما أنّنا لم نفعل ..
فلنبادر الآن لكي نعيش بقية الشهر الكريم
_ إن كُتب لنا أنْ نعيش فيه _ بقلوب صافية مع الله سبحانه لايكدرها غبش مع الآخرين .
وإلا فمن قال أننا باقون الى حين العيد ..
لعله يَقْدم وقد فارقنا الأحبة .
حفظكم الله سبحانه جميعاً .
⏺ فلنبادر اليوم قبل الغد للإعتذار ممن اسأنا لهم ..
بل التواصل والتسامح مع مَن اساءوا لنا ، فالدنيا برمتها لاتستحق قطيعة وتباغضا .
ولاتنسوني بدعائكم .
* [ التنوخي ، أبو علي المحسن بن أبي القاسم ، ( ت : 384 ) ، المستجاد من فعلات الأجواد ، دار الكتب العلمية _ بيروت ، ط 1 ، ص 14 ، حكاية 15 ] .
0 التعليقات:
إرسال تعليق