04:54:06صباحا

اخبار المركز

الاثنين، 14 يونيو 2021

بين يدي السيد الشهيد الصدر قدس.

الشيخ حسن عطوان. 




هناك أتجاهان في الحوزة العلمية :

إتجاه : يرى أنَّ الواجب علينا هو أنْ نقول : 
أنَّ الظلم حرام ، والربا حرام ، وما الى ذلك .

وإتجاه آخر : يرى أنَّ الواجب مضافاً لذلك هو أنْ نقول للظالم أنت ظالم ، وللمرابي أنت مرابي .

الأول وإنْ كان يرى أنَّه يجب التدخل لتشخيص الموضوعات التي لايبقى للإسلام بيضة بدونها ، ولكنّه نادراً ما يطبق ذلك عملياً .

بينما الثاني يتصدى للتطبيق العملي لذلك .

الأول يرى أنَّه إنْ أقيمت الدولة الإسلامية فأمر جيد .

والثاني يرى وجوب السعي لإقامتها .

الأول ينَظِّر أنَّ العالم كالشجرة يُقصَد ولا يَقصد .

والثاني يرى أنَّ العالِم كما كان الرسول الأكرم  ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : 
" طبيباً دوّاراً بطبه " .

الأول : فيه حفظ للنفوس والحوزة .

والثاني في مسيرته تضحيات جسام ودماء حمراء .

والنفوس تميل للمزاج الأول ؛ لأنه يحفظ للناس شيئاً من دنياها مع مشروعية ؛
ولذلك كان هذا الإتجاه ولم يزل هو الشائع السائد .
بخلاف الثاني فأنصاره قلة ، بقلة المسْتَعِدين للتضحية .

لا أُريد أنْ أقول أنَّ الأول يتقصد حفظ دنياه فحسب ، إذ لعل الدليل قد أوصله الى ما يبني عليه ، ولعله في ذلك يستند الى ركنٍ وثيق .

لكن النتيجة أنَّ أصحاب الإتجاه الثاني يختمون حياتهم بدم أحمر قانٍ وتضحيات جسام .

وأنت حينما ترى تلك التضحيات لأجل المبدأ من قبل أصحاب هذا الإتجاه لايمكنك إلّا أنْ تقف بإزائهم بإجلال كبير ؛ لأنَّهم يَقْدمون على ذلك وهم يعلمون جيداً بأنَّ الدنيا لا تمد لهم ذراعيها ، وأنَّهم لن يجدوا أنصاراً مستعدين لدفع تلك الضريبة الضخمة إلّا القلة .
لكنهم مع كل ذلك يَقْدمون على مثل هذا الموت الأحمر بقلوب مطمئنة ؛ لأنّهم يرون أنَّ تكليفهم مجابهة الطغاة ، مهما كلّف الأمر .
واضحون صريحون أبطال ، هم من نحو الرجال الذين يجيدون صناعة الموت الذي لاتكون الحياةُ حياةً إلّا به ، مع أنّهم نحريروا العلم والفقاهة إنْ جدَّ جدُّهما .

وسيدنا الشهيد محمد الصدر ( قدست نفسه الزكية ) الذي نعيش ذكرى إستشهاده أحد أبرز قادة هذا الإتجاه .

هذا العالم العامل بعلمه ، المظلوم الى هذه اللحظة حتى من قبل مَن ينتسبون لخطه ؛ لأنَّ بعضهم لم يكونوا " زيناً " له ، بل كانوا " شيناً " عليه .

إنما أُشير لذلك لأنه قد هالني وأقلقني وأنْا أسمع ولو همساً !  أنَّ بعض الأخطاء هنا وهناك بدأت تنسحب على الصدر الشهيد ، للتشكيك بعظمة فكره وعلمه وقداسته ونظافة خطه .

الإنتماء لخط الصدر ، كما هو الإنتماء لخط عليٍ ، مسؤولية كبيرة ، مع حفظ الفرق بين المعصوم وغيره .

وورثة هذا الخط هم ذلك التيار الذي يؤمن بذلك المبدأ الناصع ، وإنْ لم يكونوا بالضرورة من أتباع مَن يحصرون بإنفسهم إرث ذلك الخط العظيم .

ف ( فينا ) التي قالها الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كلمته : ( مَن كان باذلاً فينا مهجته ... ) 
تعني في الخط والرسالة والمنهج  لا في الأشخاص ، وإنْ أتحد الخط والشخص في ذات المعصوم .

سلامٌ على الصدر الشهيد يوم ولد ويوم ظُلم ويوم أُستشهد ويوم يبعث حيا .

عظم الله اجوركم .
بين يدي السيد الشهيد الصدر قدس.

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top