04:54:06صباحا

اخبار المركز

الأربعاء، 5 يناير 2022

الصيام بين الماضي والحاضر


الصيام بين الماضي والحاضر 

كان لشهر رمضان فلسفة حقيقية مرتبطة بالفلسفة الشرعية من وجوبه وغايته. 
لم يشرع الله الصيام دون حكمة منه جل وعلا فهو الحكيم العليم، فالصيام له دلالات وابعاد مختلفة لا يمكن حصرها في هذه الاسطر البسيطة ابدا ، لاننا نتحدث عن مشترك انساني وديني تمارسه وتعتنقه جميع البشرية بالعنوان العام وان اختلف في جزئياته. 
 شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، يحتاج منا التدبر والتامل كثيرا وخصوصا ان النبي صلى الله عليه واله قد فصل في خطبته الشريفة قبيل الشهر مفاهيم كثيرة وكبيرة يمكن الاستفادة منها والتدبر في احكامها.
لهذا الشهر الفضيل اسماء عدة تكشف عن اهميته وميزته التي خصه الله تعالى دون الشهور ومنها : شهر اللّه ، شهر اللّه الأكبر ، شهر ضيافة اللّه ، شهر نزول القرآن ، شهر تلاوة القرآن ، شهر الصيام ، شهر الإسلام ، شهر الطهور ، شهر التمحيص ، شهر القيام  ، شهر العتق ، شهر الصبر ، شهر المواساة ، شهر البركة ، شهر المغفرة ، شهر الرحمة ، شهر التوبة ، شهر الإنابة ، شهر الاستغفار ، شهر الدعاء ، شهر العبادة، شهر الطاعة ، شهر مبارك ، شهر عظيم ، شهر يزيد اللّه في رزق المؤمن ، سيّد الشهور ، عيد أولياء اللّه  ، ربيع القرآن  ،ربيع الفقراء  ، ربيع المؤمنين . 
ان ما يدمي القلب ويقرح العين ان هذا الشهر الفضيل بدا يفقد اهدافه في نفوسنا وان هناك محركات خارجية وداخلية تعمل على سلب الشهر خصائصه ورونقه وواحدة من هذه الافعال العجيبة والغريبة والتي تشوه المفاهيم السامية للصيام هي مأدبة الافطار. 
فنجد اليوم هناك الكثير من مظاهر الاسراف والتبذير والمبالغة في مفردات هذه المائدة. وهناك الكثير  من الاعلانات والبرامج والبروشيرات والبكجات وبرامج الطبخ التي تركز على تنويع غذاء الصائم وتبعده عن الهدف السامي وجوهر الصيام.  
واستطيع القول بأن مأدبه الافطار اصبحت اليوم عبارة عن اجتماع يقوم فيه كل فرد من افراد العائلة بحمل شيء من الطعام بما اشتهت نفسه وطابت! حتى تمتلئ السفرة وتتحول الى سفرة اقل ما يقال عنها انها مصداق التبذير والمبذرون اخوان الشياطين!
دعوني انقل لكم بعض الاضاءات؛ اولا لماذا لا نشاهد اجتماع العائلة على السجادات للصلاة ولماذا لا نشاهد اجتماع العائلة الا على السفرة ولماذا لا نشاهد العائلة وهم يقومون بعمل منزلي جماعي كأعمال صيانة المنزل وتنظيفه قربة لله تعالى او العمل على قراءة القران والدعاء. 
ان الترويج باتجاه المأدبة دون غيرها يشعرك ان الاعداء الذين يمسكون بالاعلام يريدون ربط الانسان بمعدته رغم اننا سابقا كنا ناكل كل ما قسمه الله ولا نفكر في نوع الطعام كما ان الامير عليه السلام يقول من كان همه بطنه كان قيمته ما يخرج منها!
كما ان الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه كلوا واشربوا ولا تسرفوا ! اذا اي دين هذا واي عمل ونحن نريد الصيام الدنيوي وليس الصيام الاخروي!
ايها الناس ان الطعام الذي تصورونه وتروجون له يجرح مشاعر الفقراء الذي لا يملكون قوت يومهم وكذلك يجعلكم تنغمسون باشياء مادية تبعدكم عن الله ولا تقربكم. 
فلنفكر بجدية بأحدى فلسفات الصوم الا وهي أن يتذكر الغني جوع الفقير. كما ورد عن الامام الرضا عليه السلام. 
فلنفرح عند الافطار اننا اجتزنا هذا الامتحان وليس لاننا سوف ناكل ما يضر بالبدن ويفرغ الجيب ويسئ الخلق.. لان هنالك اطعمة تؤثر على القلب ونوره كما ان الطعام الكثير يثقل الفرد عن العبادة.
وفقنا الله واياكم ثواب الصيام الاخروي وابعدنا واياكم عن الصيام الدنيوي . 

الشيخ مجيد العقابي 
مركز الفكر للحوار والاصلاح
الصيام بين الماضي والحاضر

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top