04:54:06صباحا

اخبار المركز

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

مع الشعراء. (١).

 

‏بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين 


مَعَ الشُعَراءِ (١). 

 كما ورد أن مقدمات الواجب واجبة فإذا انتفى الشرط انتفى المشروط ! وعلى كل شخص يتصدى إلى أي مسألة ذات أبعاد تأثيرية وجماعية عقدية ودينية فعليه أن يكون متسلحا بثقافة عقائدية مع الثقافة العامة التي تنفعه في صياغة المطلب وإيصاله الى الآخرين.   

والقصد من الثقافة العقائدية هي أن لا يكون عارفا فقط في الأصول العامة من التوحيد والنبوة والإمامة والعدل والمعاد؟أو أن يعتقد بهذا الاعتقاد ولا يتجاوزه في حياته أو في تشكل هويته الدينية؟ إنما لا بد أن تكون لديه ثقافة بتفاصيل هذه الأصول وماهية هذه الأصول والتعرف على جوهر هذه الأصول فإن لم يكن مدرك لها بالحد المعتبر فسوف يقع في المحذور شاء أم أبى. 

 لأننا لو تعرضنا إلى التوحيد فما هو التوحيد ؟ هل التوحيد هو قول أشهد أن لا إله إلا الله؟ أو أن نقول إن الله أحد لا شريك له أو أن الله هو الخالق أو أن الله لم يلد ولم يولد كما كشفت ذلك سورة التوحيد ! هل هذا هو المفهوم من التوحيد؟ طبعا لا   

لأن التوحيد أبعد مما نفهمه ونتعامل به ! وكثير منا لم يتعامل معه بجدية من حيث العمل والمظهر الخارجي لهذا الفهم !

فلقد ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن المعرفة التوحيدية شيء يندر الالتفات إليه حيث قال ( وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزاه ومن جزاه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال علام فقد أخلى منه). 

هذه الكلمات النورانية التي تحدث بها سيد الاوصياء تكشف لنا عمق المعرفة وأهمية التعرف عن الأصول بهذا المستوى وليس بمستوى العادة السطحية السائدة؟! وهي أن التوحيد  فقط أن تعرف أن الله لا شريك له؟ 

هذه الكلمات العلوية  رسمت لنا خارطة الوصول إلى مراتب التوحيد الحقيقية وأنذرت مما نخوض فيه دون دراية أو اهتمام ولعلي أجزم أن الكثير من الناس لم يطلع على هذه الكلمات النورانية بسبب انشغالهم بالأمور الأخرى. 

إذا العقائد ليس كما يفهم بعض الناس بل أن الخوض في المسائل العقائدية أخطر الطرق وأصعبها ويتطلب منا التسلح الكامل للخوض في هذا الاتجاه وعلى جميع المستويات والأصعدة الفكرية الحوارية الشعرية كل شيء يذكر فيه جانب العقائد لا بد أن لا يستخف به البتة. 

فالمراتب التي ذكرها أمير المؤمنين في خطبته في نهج البلاغة هي الطريق الأول وليست نهاية الطريق! باعتبار أن كلامهم نور وله أكثر من وجه ويحتاج إلى علماء فطاحل لكشف القيمة المتوخاة من هذا الكلام بعد التعرف على الإرادة الجدية من الاستعمالية بالنسبة للفاعل. 

فأنا عندما أقول إن الذي يخوض في المسائل العقائدية لا بد أن تكون له ثقافة عقائدية هذا ما قصدته ولم أقصد بأن يكون معتقداً فقط أو يكون عارفاً في الأصول الخمسة  والكلية؟!  إنما لا بد  أن يعرف  ماذا يقول وماذا يكتب وكيف له أن يأتي بعبارات تكون خالية من الشرك والتثنية أو خالية من الوصف غير الصحيح هذا من الناحية الأولى. 


من الناحية  الثانية أن الذي يكتب في مجال العقيدة سيكون رسولاً ومبعوثا عن توجهه وتوضع في عنقه  مسؤولية كبيرة جدا  حيث إننا نعيش في زمن التقنية والانتشار السريع للكلمة والصورة ولكل شيء فلابد ان يتضاعف لدينا الحذر . 

نحن اليوم  نعيش في عالم الأزرار وعالم السرعة فما عاد  بإمكاننا أن نتجاهل هذا الواقع وطريقة الإرسال التي تصل إلى ملايين الناس من دون أن نحسب حسابا دقيقا للكلمة حتى يتلقف الجاهل بحالنا ما هو صحيح وغير مضطرب  وخصوصا أن الإسلام تم الاعتداء عليه من قبل الإرهابيين وأرباب الذبح والتهجير هكذا تكون مسؤوليتنا أكبر. 

لذلك علينا الابتعاد عن الخيال الفاسد أو الارتجال الجاهل أو  الاستعراض من دون رقيب ذاتي وخارجي ومن دون أن أعرض عملي  على المتخصصين حتى أتخلص من الإثم والمسؤولية أمام الله جل جلاله. 

وأنا أعرف بعض الأصدقاء لا يكتبون حتى يعرضوا قصيدتهم على العلماء ويعرضوها علينا كذلك لمراجعتها والوقوف عند المحطات العقائدية  لتكون القصيدة خالية من أي شعبة من شوائب الإخفاق غير المتعمد طبعا. 

لذلك على كل شاعر أن يكون بارعا في صياغة النص العقائدي وأن لا يتجاهل هذه المراتب التي ذكرها أمير المؤمنين صلوات الله عليه في خطبته للتعرف على التوحيد وحتى الإمامة والنبوة ليست كما نعرفها فنحن نعتقد بالنبي محمد صلى الله عليه وآله ولكن هل نعرف مقامه ؟ وصلاحياته؟و تمظهرات نبوته ؟  وهكذا ينجر الحديث عن ال البيت صلوات الله عليهم وعن غيرهم من المعتقدات. 

بالنهاية لا بد أن نرتدي ثوب المعرفة قبل الكتابة وإلا طلبنا الحسنة بالسيئة من حيث لا نشعر. تقبل الله. 


https://t.me/iljnaan/2211


يتبع المقال الثاني. 


الشيخ مجيد العقابي 

٢٠٢٢/٨/٣

مع الشعراء. (١).

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top