بسم الله الرحمن الرحيم
#رصد_عقابي_٢
من الصعب جدا أن تقوم بأي مهمة وتنجزها بنفس اليوم إن كنت في بغداد! ذلك لأن الازدحامات المرورية تجعلك تصاب بالشلل النفسي والجسدي لكثرة انتظارك عند الإشارة الضوئية أو حتى إذا خرجت فستتفاجئ بالازدحام الكبير على طول الشارع ولو كان الجسر المسمى بالجسر السريع وهو أبطأ من السلحفاة.
لذلك توجد عدة مقترحات لا أظنها تعجيزية ولا مثالية بنفس الوقت ولا أدعي أنني أعلم من أصحاب القرار لأننا وبكل صراحة نتحدث دائما كأننا عباقرة وننسى أننا خارج الدائرة الإدارية وأكيد أن من في الحكومة هو أعلم منا نحن الذين خارج الحكومة. ممن لا وظيفة له ولا عمل.
المقترحات:
١- توزيع الوزارات على عدة مناطق في بغداد وخارجها والبقاء للأهم ثم الأهم في بغداد مثلا وزارة الداخلية والتعليم والتربية والشؤون الاجتماعية هذه وزارات مهمة وبمساس مع المواطن فيمكن بقاؤها كما هي.
لكن وزارة المواصلات أو الدفاع أو البيئة أو الإعلام أو التجارة أو الهجرة وغيرها من الوزارات الأخرى ليست بمساس مع المواطن فلا يحتاج المواطن مراجعتها يوميا مثل التربية أو التعليم. فهذه الوزارات يتم إخراجها من قلب العاصمة حتى يخفف الزخم صباحا عند الدوام وكذلك عند العودة من الدوام. أكرر العمل على إبقاء الوزارات التي يحتاج مراجعتها المواطن.
٢- العمل بالشفتين فيمكن أن يقلل من الازدحام ولعلها فرصة أفضل للمواطن للانتهاء من معاملاته فيمكن أن يذهب عند العصر أو عند المغرب بما أنه يعلم أن الدوام على شفتين فسيختار الوقت المناسب لها وهكذا المواطن سيساهم بتقليل هذا الزخم لأنه من المستحيل أن يفكر الجميع بالذهاب صباحا مع علمهم أن هناك شفت ثانياً عند المساء. فستتوزع الحركة طيلة اليوم ولا يكون الزخم في وقت واحد. كذلك سوف نخير الموظفين باختيار أي المناوبات افضل لهم وهنا سيمارس الموظف مهمته بإتقان إذا كان يعمل وفق ما يناسب متطلبات حياته فيمكن للموظفة أن تختار الصباح والموظف يختار المساء كل حسب وضعه الأسري. هكذا وفرنا أكثر من مسألة أولها توزيع الزخم على اليوم كله. ثانيا ساهمنا بحل مشكلة المواطن بتسريع معاملاته. ثالثا وفرنا للموظف مساحة أكبر للاختيار والتوفيق بين أسرته وعمله.
٣- تشغيل الإشارات المرورية كلها. فبعض الأحيان يكون وجود المرور مؤثرا سلبياً على السير ( طبعا كل الحب والتقدير لرجال المرور الذين يكابدون الحر والتعب ) فمثلا المرور غير منظم للوقت هو يمكن أن يفتح الخط الأيسر إلى آخر سيارة ولمدة خمس دقائق لكنه ترك الخطوط الثلاثة الأخرى تتكدس فيها السيارات أكثر ؟مما ولد الازدحام الأكبر! لكن الإشارة منظمة ولا تعبث بالدقائق فهي منتظمة بوقت وبما أنها منتظمة حتى السائق لن يضطرب أبدا لأنه يعرف أن وقوفه لن يطول أكثر مما هو معروف.
هكذا عملنا بثقافة الإشارة الضوئية وخففنا عبئ المرور. وسهلنا عمل الناس فترك الشوارع دون الإشارات الضوئية هو تخلف حضاري وتشتت وإبقاء الأزمة كما هي ، لذلك من الواجب جدا تشغيل الإشارات وبسرعة.
٤- أخبار الموظفين الحضور بسيارات المديرية أو الوزارة. فبما أن هناك خطوط نقلاً فلا حاجة لوصول الموظف إلى دائرته بسيارته الخاصة. إلا لمن اضطر ولا يوجد لديه خط؟ هكذا نقلل من عدد السيارات صباحا.
وحتى الطلاب فلا داعي لأن يحضر الطالب بسيارته إلا إذا كان لا يوجد خط لنقله. فإن كثرة السيارات تسبب زخما في المرآب كذلك لا فقط في الشوارع!.
٥- تغيير أوقات العمل بين الوزارات وحسب أهميتها. فمثلا وزارة الصناعة أو وزارة الزراعة لا يوجد لديها مهام مثل غيرها فيمكن أن يتم البدء بالدوام في الساعة التاسعة صباحا ويمدد إلى الرابعة عصرا. فرق الساعة عن باقي الوزارات سيخفف من الزخم أيضا.
وهكذا العمل على الهيئات والمؤسسات غير الخدمية فلا داعي أن نجعل كل الوزارة وموظفيها بنفس المستوى فعمل التربية غير عمل الهجرة والمهجرين. لذلك العمل على التفاوت في المهام يتم تطبيق التوقيات عليه لتقليل زخم الدوام الواحد.
٦- إيقاف المجمعات التجارية (المولات) في فترة الدراسة فإن المجمعات التجارية شكلت مشاكل كبيرة جدا حين بنيت في قلب العاصمة بغداد من دون النظر إلى الكثافة السكانية وضيق الشوارع وقلتها.
لذلك تحديد المجمعات التجارية بأوقات ليلية كخطوة أولى ومنعها من العمل قبل الساعة السابعة مساء سيخفف من الزخم. كذلك يمكنها أن تفتح يومي الجمعة والسبت فقط طيلة النهار.
هذه المقترحات أجدها طبيعية وبسيطة ومنطقية ويمكن تطبيقها. إما غير الطبيعي هو أن أطالب بجسور أو تقليل السيارات فهذه هي المثالية في العراق. لذلك ذكرت ما يمكن أن لا يحتج عليه أي مسؤول لو طبق وأخذ بنظر الاعتبار وما لا يكلف الدولة إلا حسن الإدارة والتطبيق. والله من وراء القصد.
https://t.me/iljnaan/2306
الشيخ مجيد العقابي
رئيس مركز الفكر للحوار والإصلاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق