رسالة الحجر (٢).
الوحشية المتولده في داخل بعض الأفراد. غير منطقية وغير مبرره إطلاقًا. إنما هي النطفة والتربية.
فإذا كانت النطفة من حرام او تكونت من حرام ينعكس اثرها في الفرد.
واذا كانت التربية متروكه او مغايره للمنهج القويم تنعكس سلبا على الفرد.
هذه أسباب كفيلة بخلق فرد مفترس يتفجر عداءا ووحشية.
وهنالك طابع اضعف كما قال مندل في علم الوراثة مطابقة الفرع للأصل.
كيف يتجاوز الفرد هذه الصفة الذميمه وماهو علاجها:
طبعًا ان افضل الأوقات لصناعة الذات ومراجعة النفس هي هذه الأوقات التي نعيشها جميعا. واعتقد ان اول مقدمة للتغيير قد تهيأت وهي فرصة ثمينة لعلها لا ت

تكرر من خلال الجلوس في المنزل لعدة ايام متتاليه دون الهم بموعد او الشعور بالتأخر عن الدوام او التفكير في الازدحام وغيرها من الأفكار التي نعيشها
في الايام الطبيعية نتيجة الزخم والسرعة.
اذا التواجد في المنزل وفي هذه الايام وخصوصا ايام توافقت مع الأشهر المباركة فهذه المقدمة الاولى قد تحققت.
الامر الثاني. هو كيفية المراجعة والتخلص من هذه الصفات الذميمة هو بالرجوع الى قدرة الانسان وضعفه اي التفكر في حقيقية هذه النفس وما تحمله من تمرد وعرض السؤال الاتي عليها. يا ايتها النفس هل تقدرين ان تدفعي عني بشرك وخبثك وعداءك وتجبرك هذا المرض الذي اربك العالم وهو مرض كورونا. هل يمكن لك ان تتصارعي معه بنفس الطريقة التي تتصارعين بها مع الناس؟
فإذا قالت لك انها تقدر على هذا المرض فاسمح لي بان أقول لك لقد انتهيت. لانها تحرك بك باتجاه الغفلة والجهل واذا قالت لك لا طاقة لي على رده. فلقد نجحت بان تشخص الداء واليك الدواء.
الامر الثالث. الدواء هو الاطلاع على عالم الغيب والشهادة الاستزادة في التعرف على العوالم الأخرى أين منزلك منها أين وجودك وحجمك فيها. هل رأيت لنفسك وجود مع هذه الأجرام السماوية التي تتجاوز بحجمها أضعافا مضاعفة من حجم الأرض؟ اذا كيف بك بذلك العالم الذي لم تراه الى الان ولكن القران صرح به والتقط لنا بعض الصور
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
[الجزء: ١٧ | الحج ٢٢ | الآية: ٤٧]
بسم الله الرحمن الرحيم (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
[الجزء: ٢٩ | المعارج ٧٠ | الآية: ٤]
هذا في ما يخص الزمان الذي لا يمكنك تصوره من دون ان تتدبر فيه اكثر.
أما في ما يخص المكان فلقد ذكر القران الكيك صور متعددة عن النار والجنه.
بسم الله الرحمن الرحيم. ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
[الجزء: ٢٧ | الحديد ٥٧ | الآية: ٢١]
بسم الله الرحمن الرحيم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
[الجزء: ٢١ | العنكبوت ٢٩ | الآية: ٥٨]
وهنا اتضح ولو بالمجمل الفرق بين عالمنا الذي لا يقاس بما وراء الأرض وبين عالم الدنيا وعالم الأخرى.
هذه النقطة لوحدها كفيلة ان تجعل المرء يوقن انه لا شيء امام قدرة الله سبحانه وتعالى وهذا الضعف لازمه ان يتحول الى حقيقة يعيشها المتعجرف والمتجبر بان هنالك قوة فوقه لا قبل له بها. حينئذ يمكن له ان يرجع عن صفته الذميم ويكون إنسانًا محبًا للناس بعد ان كان غافلًا وجاهلا بأمره. ومن كان جاهلا بأمره فهو جاهله بكل شيء.
والأولى ان ينشغل هذا الفرد باصلاح نفسه وتصحيح عيوبه حتى يستفيد من هذه الفرصة وهذا الوقت الذي مازال الأغلب لم يستفد منه مع شديد الأسف
اذ قال صلى الله عليه واله ( طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الآخرين )
الشيخ مجيد العقابي.
٢٠٢٠/٣/٢٩
0 التعليقات:
إرسال تعليق