تدبر

القرآن الكريم دائما ما يظهر اعجازه البلاغي والغيبي. ليتحرك على وحدة المفهوم وتعدد المصاديق ويجري السنن الطبيعية كمثال بسيط عما سيحصل في يوم الآخرة.

واحدة من الأمور التي يمكن الان التدبر بها ونحن نعيش مرض كورونا. هي حالة الدفن للميت بل ترك اغلب الموتى بلا دفن. كأنه  هذا الحال هو مصداق لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم.. (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه).

يا سبحان الله.

اليوم وفي ظل هذا المرض المعدي أصبح الأقرباء يخافون من اهليهم ولا يقتربون منهم بل تركوهم من دون دفن او تشييع. 

كذلك ذهول الناس وحيرتهم والكل يعيش حالة القلق والذهول ويمكن ان نسفيد من هذا الحال كمصداق لقرله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) .العالم كله في حيرة من أمره ويبحث عن الدواء. 

كذلك حالة الشعور الفرداني وحيرة الفرد بنفسه. والتي أصبحت واضحة جدا عند اكثر الشعوب والبلدان اذ شاهدنا في الصين ترك الأولاد وهذا مصداق لقوله تعالى  بسم الله الرحمن الرحيم. (يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت).

كل هذه المصاديق وغيرها يمكن الاستفادة منها كتقريب تصوري عن الآخرة  فهل لنا أن نفكر اذا كان الأمر في هذه الدنيا مع كل ما نملك من وجاهة او مال او عدد ولا يدفع عنا الا برحمته سبحانه كتب السلامة للجميع. فكيف بيوم الأخرى .والقران يقول بسم الله الرحمن الرحيم. ولقد جئتمونا فرادى ؟! 

اللهم اغفر وارحم وانت ارحم الرحمين. 

مجيد العقابي 

٢٠٢٠/٣/٢٨