في هدر العمر
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى من اجل العبادة والسيادة.
اما العبادة فله عز وجل ( التزام مايرضيه والابتعاد عن نواهيه).
واما السيادة اي تعمير الارض والعيش فيها وفق منظومة قيمية اخلاقية لا افراط فيها ولا تفريط.
الا اننا نسجن انفسنا في السجن المؤبد نتيجة الادلجة الساذجة والخوف المستمر الذي اصله فينا اتباع التضخيم والمصالح وزرعوا فينا الخوف من بعضنا الاخر.
فاصبحنا لا نعيش الدنيا بوصفها محطة للحياة
ولا نأمن الموت والقتل الذي نعيش بسببه الانقطاع عن الحياة!.
نخسر عمرنا بين المنع والحرمة
ونموت بلحظة انفجار المزاج لدى صناع الموت
فاي حياة هذه واي دين واي انسان يفقد عقله ويهرول خلف حتفه من دون هدف او تغيير؟
ثم ينقضي اجله دون ترك بصمة او اثر.
ذكر الدكتور شحرور ان هنالك:
(محرمات محدوده ولكن الحلال كثير فلماذا تدخلوا بالحرام والحلال ؟
ومع ان المحرمات محدودة الا انهم حددوا لنا الحلال أيضا).
ايها السادة لقد اكرمنا الله بأن فضلنا على سائر المخلوقات من جميع النواحي والخصائص والقدرات.
الا أن تجار الموت والفساد يتلاعبون بمصيرنا وقدراتنا ومع هذا فنحن مازلنا نهتف بكل قوانا العقلية
(عالساتر هلهل شاجوره).
نتحدث عن عظماء السلاح
ولا نتحدث عن عظماء الفكر
منجزاتنا اغلبها في الشجاعة والصمود والقتال
وإبداعنا باتجاه العلم والمعرفة والانتاج يكاد ان لا يذكر.
ثم أين السلام في العالم وأين السلم في داخلنا
بعض الخطباء (من جميع المذاهب)ربوا الناس على الطائفية فتجد الموت يحوم حول المسلمين يقطف ارواحهم بلا ذنب ولا جريمة ذلك بسبب نظامهم المشفر والتعبئة المستمرة بزرع الحقد والضغينة بين اهل لا اله الا الله.
والمضحك المبكي انك لا تجد مسلما واحدا لا يعرف بأن الاسلام دين محبة وسلام لكنه وللأسف يعمل بما يريده فلان وفلان
اذا أين الاسلام والى متى قلوبنا معك وسيوفنا عليك!
من يكبل هذه الارادة الانسانية ؟
يكبر الطفل في العشيرة وهو يخضع للتعبئة العشائرية (من قبيل الفصل والدكة وشيخ فلان وكليط فلان واخدم عمامك واحجي بعشيرة وزامط ووووو)فلا تراه الا ذلك المشحون بالعداء والتهجم تحيطه العصبية الجاهلية أين ما ذهب نتيجة هذا الزخم التوجيهي باتجاه الدم والقتل والاعتداء حتى بات الطفل يفتخر بين اقرانه بعبارات متعددة (مثلا يقول انا من بيت فلان او عندي عشيرةوغيرها) يردفها بالاهازيج والمديح للعشيرة مع ان الاسلام يدعونا الى التعارف وينبذ التنابز ويرفض رفضًا قاطعا كل أساليب القمع والإقصاء لكننا نخالفه ومع هذا ندعي أننا ننتمي اليه!!
نربي الاولاد على التعصب والقبلية ولا نعلمهم إن الاسلام هو الهوية الحقيقية التي لابد أن ينتموا اليها والا لا منجي لهم الا العمل الصالح والاخلاق الحميدة وليست العشيرة وغيرها.
الجانب الاقتصادي على مر العصور تجده متذبذب ثم تجد الحكومات تستأثر في كل شيء فهي من تملك الأراضي والمساحات الواسعة في البلاد لكنها تمنع الفقير من بناء سكن له ولعائلته فلا هي تقوم بهذا الدور ولا هي تقبل أن يعمر الانسان لهذه الارض ويحفظ كرامته.
وبطبيعة الحال إن السكن وطن وعدم وجود السكن يفقد الفرد حسه الوطني حيث يسقط الكثير من الناس بأول إختبار تجاه المواطنة الصالحة ويبيع بلده ببخس دراهم معدودة لأنه محتاج حتى يعيش ولأن الحكومة لم تنم عنده ملكة الانتماء والحب لارضه من خلال المعيشة الضنكة وفرضها الجباية المستمرة عليه .
من هذه الجهات وغيرها يمكن أن اختصر كلامي على إن الفرد يولد وهو ورقة بيضاء ونحن نكتب عليها بما نشاء نعم نحن ولا دخل للدين بتصرفات الفرد ابدا. انما هو صنيعة المجتمع
وحبيس الخطاب المتأزم
والعرف المتجبر والمتعجرف
والقانون الظالم والمجحف
لقد اصبح الناس يعيشون الرجعية والبدائية الاجتماعية بسبب القسوة والقطيعة مع الاسلام القيمي.
فلا الخطاب خطاب بمستوى الهجمات العالمية
ولا الاقتصاد بمستوى الاحتياجات الانسانية
ولا الاعراف بمستوى الثوابت والتاريخ.
قصة الحضارة تنتهي عند اول سجن داخل هذه الاتجاهات المذكوره.
الدينية والعرفية والقانونية
لان الانسان من يصنع الحضارة ومن دون الانسان لا حضارة ولا بناء.
دعونا نعمل على الانسان ونبنيه من جديد
بما اراد رب الانسان وليس بما نريد نحن.
لقد اراد رب الانسان أن يكون الفرد طائعا له دون تعقيد
واراد له أن يعمر الارض لنفسه وليس لغيره اي يعيش ويتمتع فيها ولا يقمع خلف قضبان العيب والجمود
واراد له أن يحترم ذاته و يسعى للتكامل المعرفي والاجتماعي
ينفتح على الاخرين للتعارف والمحبه
يتفتح فكره باتجاه التدبر والتفكر
لا ينصاع لأوامر أمثاله
ولا يميل الى قتل آماله
ورحم الله الشاعر عندما قال :
أكثرُ الناس يحكمون على النا س وهيهات أن يكونوا عدولاً
فلكم لقّبوا البخيل كريماً ولكم لقَّبوا الكريم بخيلاً
ولكم أعطوُا الملحَّ فأغنَوا ولكم أهملوا العفيفَ الخجولا ربَّ عذراء حرَّة وصموها وبغيٍّ قد صوّروها بتولاً
وقطيعِ اليدين ظلماً ولصٍ أشبع الناس كفَّه تقبيلاً
قال عز من قال بسم الله الرحمن الرحيم
قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا
صدق الله العلي العظيم.
الشيخ مجيد العقابي
٢٠٢٠/٧/٧
يمكنكم المتابعة والتواصل عبر الروابط التالية.
قناة اليوتيوب.
https://www.youtube.com/user/mijeed1
الواتس اب.
https://chat.whatsapp.com/GW1Zvq3CLvl3GsoNhI98NV
البيج.
https://www.facebook.com/mijeed2009/notifications/
التلغرام.
baghdad80
الخاص
قناة التلغرام
https://t.me/iljnaan
او الصفحة.
https://www.facebook.com/mhjeed
0 التعليقات:
إرسال تعليق