04:54:06صباحا

اخبار المركز

الخميس، 22 أبريل 2021

شيخ البطحاء



شيخ البطحاء.  
 
 لا أدري لماذا أشعر أنني أنتمي إلى هذا الرجل ليس من جهة النسب إنما من جهة الأفعال والنتائج التي تحملها وهو لا ذنب له سوى الإخلاص لله ولرسوله.  
 
 أبو طالب عبد مناف أو عمران على رأيين،  هذا الرجل المحبوب عند والده عبد المطلب وقد اتصف بطيبة القلب والسماحة مما جعل والده يوكل رعاية النبي محمد صلى الله عليه وإله إلى هذا العم الطيب الذي يشترك مع والد النبي من نفس البطن والصلب أي من نفس الأب والأم وليس كسائر إخوته العشرة من ولد عبد المطلب أمثال الحارث وعبد العزة ( أبو لهب) وغيرهم من الإخوان.  
 تكفل أبو طالب بالرسول بعد وفاة عبد المطلب عليهما السلام وجعله أحد أولاده بل قدمه حتى على نفسه فكان نعم العم الناصر ونعم الأمين الكافل ونعم المؤمن برسالة الإسلام ولطالما اعتبرت أبياته الشعرية هي كلمة الفصل على إيمانه المطلق دون أن استخدم باقي الأدلة في إثبات إيمانه لان المغرضين لم يتركوه بحاله حيث اتهم هذا الرجل بالكفر وعدم نطق الشهادتين قبل موته،  ويا لها من من مقاييس أن ينزل الدهر أمير المؤمنين حتى قيل معاوية وعلي فالحق البغض بابيه حتى قيل أبو طالب وأبو سفيان وشتان ما بين الاثنان بين من حمل النبي على كتفه وبين من حارب النبي وأهله! 
 المهم أن هذا الرجل له أبيات كثيرة في وصف النبي صلى الله عليه وإله وهو شاعر فطحل يوصينا امير المؤمنين -عليه السلام- ان نعلم اولادنا شعر والده المؤمن المغيب بين الجهات الذي ظلم ليعلوا صوت النكرات.  
 ولعمري كيف يتجرأ المفسر الجاهل بتفسير آيات الله على هواه دون أن يعرف أنه يسيء للنبي ومقام الرسالة عندما يعتبر الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم ( أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) نزلت في حق أبي طالب -عليه السلام- مع أن القران صرح بلعن أبي لهب وهذا من يستحق الشفاعة لكننا لم نسمع ولا رواية ضعيفة دلت على شفاعة النبي له؟  فلماذا يطلب النبي الهداية لعمه الكافل رغم أنه مؤمن ولا يطلب لعمه الكافر رغم احتياجه لشفاعته؟ ؟ ؟ ؟ 
 أن مثل هذا الرجل الصحابي الشاوس لا بد أن يكون سيد الصحابة فضلًا أن يكون ولي من أولياء الله الصالحين ولعلمنا بطهارة النبي من الإنشاء فهذا لازمه أن يكون من يطعمه ويشربه ويكفله مؤمن ولكن ماذا نقول والحال إن يد الخباثة والإساءة نالت من اباء النبي صلى الله عليه واله بل من امه واعتبروها ماتت وهي كافرة فهل ينجو امثال أبا طالب! ! ! ! 
 للوهلة الاولى وانت تطلع على امة الاسلام امة تنال من نبيها ومن اهل بيته صعودا ونزولا من الاباء واتهامهم بالكفر ومن الابناء وانزال اقسى العقوبات على ال بيته من قتل وسجن وتعذيب لا يمكن ان تفكر الا بانحراف هذه الامة ودمويتها وجاهليتها المستمره.  
 وإلا كيف يخطر على بال القاري الكريم أن هنالك مسلم يدعي الإسلام وهو يمزق بقلب نبي الإسلام كل يوم فيما يكتب ويخطب ويتجرأ على آباء النبي وأولاده؟  ؟  أيعقل أن هذا قد آمن بالنبي ورسالته وهو على هدي نبيه صلى الله عليه وإله؟ ؟ ؟ ؟ 
 أصدقكم القول وأنا أكتب الآن أشعر أن الإسلام منقسم إلى أصيل ومستنسخ لا بل هجين وليته مستنسخ قريب من الاصل؟ 
 اسلام يحترم النبي ورسالته واسلام يرفع من قدر اناس ( وان كنا نحترمهم ) قبال النبي صلى الله عليه واله؟ 
 اسلام يعتبر النبي علة الايجاد والصادر الاول وما ينطق عن الهوى!  ! !  واسلام يجعل النبي يتبول وهو واقف وهو الذي عبس وتولى وهو الذي يتعلم الاحكام ممن ادنى منه؟  
 صدقا انني ابتعدت عن ابي طالب لادافع عن النبي صلى الله عليه واله لان السيرة النبوية منقسمة بين الاصيل المنقول عن اهل بيته وبين الاخر المنقول عن كعب الاحبار وامثاله ( رجل يهودي اسلم)؟  !  
 افلا تاخذنا الحمية لننهض بتاريخنا ونشمر عن سواعدنا ونقول لبيك يا رسول الله لبيك يا حبيب الله فلا صحيح ولا كتاب اقدس من القران ولا كلمة فوق سمعة النبي وعرضه واهله متى نصحوا من غفلتنا يايها الناس متى.  
 ولأنني مسلم لا أقول متى تصحو أنت بل أقول نحن لأننا كلنا ننتمي للرسالة وهدفنا واحد قراننا واحد لكننا اختلفنا في نبينا بعدما جاء به الذكر ولو تجردت وحكمت المنطق والعقل لوجدت أن ما تردده على لسانك أغلبه غير صحيح لكنك حبيس الكتب والمؤلفين الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا.  
 
 ورغم أنني ابتعدت واعترف أن يدي التهبت حبا ودفاعا عن النبي صلى الله عليه وإله لكنني سأعود لأدافع عن الكافل والحامي الذي وقف لوحده أمام سطوة قريش وجبروتها حينما كان يحمل عليهم بلسانه ويمنعهم عن ابن أخيه بروحه وولديه علي وجعفر عليهما السلام.  
 اختم بأبيات ما قرأتها حتى شعرت بالزهو في نفسي وأعود بكم إلى بداية الكلام أنني أجد نفسي مرتبط بهذا الرجل لاعتدالي وقول الحق وما كلفني به العقل والتفكر والشعور بالإسلام من عذاب وويلات فالصرخات لنا والثروات لغيرنا.  
 
 يقول صاحب الذكرى عليه السلام:  
 
 وَاَللَّه لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم
 حَتّى أو سد في اَلتُّرَاب دَفينا
 فَاصْدَعْ بِأَمرِكَ ما عَلَيكَ غَضاضَةٌ
 وَابْشُرْ بِذاكَ وَقَرَّ مِنهُ عُيونا
 وَدَعَوتَني وَزَعَمتَ أَنَّكَ ناصِحٌ
 وَلَقَد صَدَقتَ وَكُنتَ ثَمَّ أَمينا
 وَعَرَضتَ ديناً قَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ
 مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
 
 https://t.me/iljnaan
 الشيخ مجيد العقابي.
شيخ البطحاء

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top