04:54:06صباحا

اخبار المركز

الثلاثاء، 11 مايو 2021

دعوى وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم

الشيخ حسن عطوان 



 أدُّعيَ وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم في موارد متعددة .
وسأتوقف عند بعض هذه الموارد ، والجواب عنها . 

من هذه الموارد : 

1️⃣ يقول عزَّ مَن قائل : ( لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً ) [ النساء : 162 ]

◀️ الدعوى : إنَّ لفظة ( المقيمين الصلاة ) جاءت منصوبة وحقها الرفع ، كما قال بعدها ( والمؤتون الزكاة ) .
فالصحيح أنْ يقول القرآن :  " والمقيمون الصلاة " ؛ لأنها جاءت عطفاً على ( الراسخون ، المؤمنون ) ، وعُطِفَ عليها ( المؤتون ) .

🖋 الجواب : 

إنَّ ( المقيمين ) نُصبتْ لأنها مفعول به ، بتقدير : أخص أو أمدح المقيمين الصلاة .
وهذا يُسمى القطع ، وهو لبيان أهمية المقطوع .
ففي هذه الآية الكريمة كلمة ( المُقِيْمِيْن ) مقطوعة . 
وكأنَّ القرآن الكريم أراد أنْ يسلّط الضوء على أهمية وفضل الصلاة ، وعلى مدح المقيمين لها .

2️⃣ يقول عزَّ وجلّ : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى‏ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى‏ وَالْيَتامى‏ وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) [ البقرة : 177 ] .

◀️ أشكلوا على هذه الآية الكريمة بإشكالين : 
أحدهما نحوي ، والآخر بلاغي .
أما الإشكال النحوي : فهو أنَّ لفظة ( الصّابرين ) جاءت منصوبة ،
وكان حقها الرفع ؛ لأنها معطوفة على ( الموفون ) . 
فالصحيح أنْ يقول : " والصابرون " .

وأما الإشكال البلاغي : فهو أنّ القرآن كان يجب أنْ يقول : 
" ولكن البر ان تؤمنوا بالله " ؛ لانَّ البر هو الايمان لا المؤمن .

🖋 الجواب : 

أما الإشكال الأول فجوابه : أنَّ لفظة الصابرين نصبت على المدح ، 
والتقدير : وأخص وأمدح الصابرين . 
فالعرب تنصب على المدح وعلى الذم ،
كأنهم يريدون بذلك إفراد الممدوح أو المذموم .
وتغاير إسلوب الكلام بالنصب بعد الرفع رغم العطف ؛ للفت انتباه السامع .

وأما الإشكال الثاني فجوابه : 

أنَّ هنا حذف وتقدير .
والتقدير : " ولكنَّ البرَ بِرُ مَنْ آمن "
فحذف المضاف .
ويجوز أن يُحذَف ما عُلم من مضاف أو مضاف إليه ، فإنْ كان المحذوف المضاف ، فالغالب أنْ يخلفه في إعرابه المضاف إليه .

3️⃣ يقول تعالى : ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى‏ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ ) [ المائدة : 69 ] 

◀️ الدعوى : نَّ لفظة ( الصابئون ) وردت مرفوعة ، وحقها النصب حيث أنها معطوفة على إسم ( إنَّ ) ، وإسم ( إنَّ ) يجب أنْ يكون منصوباً .

🖋 والجواب : 

إنَّ إسم ( إنَّ ) هو ( الذين آمنوا ) .
و ( إنَّ ) تفيد التوكيد ، فالذين آمنوا هم الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .
أمّا الذين هادوا والصابئون والنصارى فهم كذلك ولكنهم غير مشمولين بالتوكيد .
ف ( الذين هادوا والصابئون والنصارى ) ، هذه الألفاظ ليست معطوفة على إسم ( إنَّ ) ، للدلالة على أنها غير مشمولة للتوكيد بـ ( إنَّ ) .
لذلك تعَمَّد القرآن رفعها .
وتُعْرَب عبارة (الذين هادوا ) على أنّها مبتدأ على نية التأخير ، ومابعدها معطوف عليها ، وخبرها محذوف .
والتقدير ( والذين هادوا والصابئون والنصارى كذلك ) لاخوفٌ عليهم ، ولكن بدون توكيد .

4️⃣ يقول سبحانه : ( قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما ) [ طه : 63 ] 

◀️ الدعوى : الصحيح أنْ يقول : " إنْ هذين لساحران " ، ف ( إنَ ) عندما تدخل على المبتدأ والخبر تنصب الأول وترفع الثاني ،
والحال أنَّ القرآن رفع اسمها هنا !

🖋 والجواب : 

( إنْ )مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف .
( هذان ) مبتدأ في محلّ رفع .
( اللام ) لام الابتداء . 
( ساحران ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما . 

5️⃣ يقول تعالى : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ] 

◀️ الدعوى : في هذه الاية نصب الفاعل ( الظالمين ) .
وكان يفترض أنْ يقول : " الظالمون " .

🖋 الجواب :

الفاعل ليس ( الظالمين ) ، بل هو لفظة ( عهد ) فهي فاعل مرفوع  وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ، وهو مضاف .
و الياء : ضمير متصل مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه .
والظالمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
فالعهد هو الذي لا ينال الظالمين ، وهو صادر عن الله جل جلاله .
أي : لاينال عهدُ الله الظالمين .

على أنّه توجد وجوه إعرابية أخرى لبعض هذه الآيات ، لكني أكتفيت هنا بأوضحها وأوجهها .

هذه أهم إشكالاتهم ..
وعليها يُقاس غيرها .

لاتنسوني بدعائكم 
دعوى وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top