مما يساهم في تأصيل الجهل وضرب القيم هو كثرت المهرجانات أو التجمعات التي تكرم بعض الشخصيات على أنها أفضل شخصية لعام كذا وكذا. ويعجبني أن أبدا بهذه الأبيات لصفي الدين الحلي:
إن الزرازير لما قام قائمها
توهمت أنها صارت شواهينا
مثل هذا التكريم الذي يفتقر إلى أبسط معايير التكريم هو مدعاة للسخرية من قبل الواعين. وطريق للخيلاء من قبل الجهال الذين يتوهمون ويعيشون في الجهل المركب على أنهم أفضل شخصية لهذا العام. ولو أهداني أحدهم كتاب شكر أو درع بهذا العنوان لضحكت عليه كثيرا. لأني لا أتحدث عن عدم وثوقي فيما قدمت. إنما لست واثقا بأنه قد عمل استقراء تام حتى يصبح للتكريم قيمة حقيقية أشعر بها. بعض الإخوان (ويكثر ذلك مع بعض الأخوات) يتم تكريمهم بكثرة وعندما أشاهد كتب الشكر استغرب أنهم ينشرونها على صفحاتهم فرحين بها. وهي مجرد لوحة من الكوكل تم التعديل عليها وكتابة اسم الشخص لا أكثر ولا أقل.
لذلك من الأمور المهمة التي أركز عليها في مركزنا هو إعطاء المستحق لهذا الكتاب (كتاب الشكر أو حتى الدرع) حتى يكون له قيمة لدى المكرم وكذلك تبقى قيمة المركز عالية لا تنحدر إلى مستوى الشعبويات والمجاملات.
باعتقادي أن هذه الطرق هي جزء من عملية غسل الأدمغة وإيهام البسطاء بان لهم شان كبير.
ولذلك كم من هؤلاء بدءوا يزاحمون أهل الاختصاص والجهد والعمل لأنهم يعتبرون أنفسهم أصبحوا رقما صعبا في المعادلة؟ مع أنهم أجهل الجاهلين في ثقافتهم ومنطقهم وحركاتهم ونتاجهم.
وطبعا حديثنا عن بعض هؤلاء الذين لا مقر لهم ولا نظام ولا جهد ولا عمل. فقط يحصلون على شهادات فيسبوكية لا قيمة لها لا من المانح ولا تضفي زيادة على المكرم.
وأعود لأقول على الزرازير ألا تتوهم أنها أصبحت تحلق كما تحلق الشواهين في السماء.
نسعى إلى احترام الأشياء وعدم تذويبها وإلا نحن في مهب الريح أن بقي الانفلات هكذا.
الشيخ مجيد العقابي
٢٠٢٢/١/٤
مركز الفكر مركز الفكر للحوار والإصلاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق