حوار طرح فيه سؤال من أحد الأخوة الدكاترة.
(شيخنا ادعوا لكم بالتوفيق... السؤال يطرح نفسه ما هو الهدف الأعظم للدين وما هي الأسباب التي أدت إلى انحراف التنفيذ في القيم الدينية).
فأحببت أن أنقل لكم كلامي بالحرف لأن فيه فائدة.
حياك الله دكتورنا المحترم.
أما الهدف فهو ليس واحدا وإن كان الظاهر ( إلا ليعبدوا).
وهذا في الأصول ظاهره حجة، لكن الأمر لا يقف عند العبادة فقط ولا ينتهي عند هذا الواجب بل هناك تفصيل آخر ومداليل أوسع تكشف الغايات والعلل.
وأما أسباب انحراف التنفيذ فهذا جلي لأمثالكم ومع ذلك أدلو بدلوي بمحضركم بإيجاز.
١- القابل ووضعه الثقافي السطحي الذي ابتنى على عد الأيام وتمشية الحال دون أثر.
٢- الفاعل وتنظيره المخالف لواقعه مما أفقده التأثير المباشر لأن المجتمع صوري ينظر إلى الفعل لا للقول.
٣- الإعلام وتضليل الرأي العام باختلاق مواد إعلامية قابلة للتمدد لكسب المنفعة الشخصية ولا غاية له إلا خلق المشاكل وتمزيق القيم والأخلاق.
٤- السياسة والنفاق الكبير الذي قلل من المواطنة عند الفرد لما بشاهد من صراع ودفاع عن غير البلد وكأن السياسي وكيل لغيره وليس له هم إلا رضا من يتبعه داخل أو خارج الوطن.
٥- السياسة والانفلات الفاحش بلا رقابة أدت إلى تشويه الفكرة المركبة في المواطن وضياع الأهداف السامية المنبثقة من الشعور بالمسؤولية بالرعية.
٦- الحرب الناعمة الخارجية على العراق وكل البلدان الإسلامية فلقد تم إعطاء الفرصة في العالم العربي لكل الأحزاب الإسلامية المعارضة وغيرها حتى يتم تسقيطها ليعود مطلب الجماهير إلى العلمانية وأبسط مثال هو موضوع الكهرباء في العراقيل الأزمة المفتعلة سياسيا دون حل.
٧- المدونة الإسلامية المفخخة بالمشاكل مما فتح شهية القراءات السلبية الأكثر خطرا من المتون لتؤدلج لنا حركات منحرفة تشوه صورة الدين القيم .
٨- العصر والتطور التكنلوجي وانفتاح العالم الذي قرب الثقافات والأعراف مما حرك الرغبة الشهوانية للتمرد والشعور بالتغيير تطبيقا لمنهج خارجي غير قابل للتطبيق في بلدنا لاختلاف القيم والتاريخ والفرد.
٩- الاتكال في عملية التصحيح والإصلاح فالحوزوي بين الحوزوين والأكاديمي بين الأكاديميين ولا يوجد اصطفاف جماعيا وأنت تعرف أن العمل الفردي مهما عمل فتغيبوه نسبي وضئيل والإقصاء وهجر الغايات الإسلامية إذ أصبح الإقصاء حتى ممن يرغب بالإصلاح وينتقد الثقافة الحوزوية لكنه يدفع من الامعات ويساهم في نشرهم دون الخوف من الله في نصرة النماذج السيئة على حساب المادة والوعي والاعتدال.
١٠- الانشغال بالفروع وترك الأصول والانغماس باليوتبيات وترك القامات والراسخون بالعلم.
هذه على عجالة ومن دون تدقيق وجدتها الأسباب الأولية ويمكن أن تسعفني بزيادتها مع التقدير
الشيخ مجيد العقابي.
٢٠٢٢/٦/١٥
مركز الفكر للحوار والإصلاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق