04:54:06صباحا

اخبار المركز

الخميس، 16 يونيو 2022

الهوية. والقصف التركي


الهوية. والقصف التركي. 
الشيخ مجيد العقابي 
٢٠٢٢/٦/١٦
————

‏بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين قال عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)) [البقرة: آية 190] صدق الله العلي العظيم 
إلى كل عراقي أكل وشرب من أرض الرافدين  إلى كل من عاش معنا معنى البؤوس والحصار والعذاب إلى كل من تترقق الدموع بعينه عندما يعزف النشيد الوطني العراقي إلى الشرفاء حصرا وليس لغيرهم. 
بكل موضوعية وبكل تجرد وبكل انتماء وعشق عالي إلى الأرض والتاريخ وإلى الروابط المشتركة مع من يعيشون معي في هذه المنطقة الجغرافية المحددة تحت راية الله أكبر وجيش العراق 
أود أن أقول لكم أننا أصبحنا بلا هوية ولا هدف ولا حياة واستطاع التظليل الإعلامي من أن يبلغ مبتغاه من السيطرة على عقولنا محاولا  تمزيق وحدتنا حتى يضعف من قدراتنا وحتى يستطيع الاستكبار من نهش لحمنا وتمزيق أمتنا هكذا هو الإعلام الفاسد المنحرف الذي تبذل من أجله ملايين الدولارات لخلق رأيي عام وتغليف الفاهمة الجيلية المعاصرة بفاهمة التنصل والقبول والخضوع متناسين أن الله جل جلاله يريد العزة للإنسان وأن الإنسان عليه أن يعمر الأرض ولا يسعى بفسادها أو تدميرها 
 لقد سعى أعداء الإسلام والأمة إلى إضعاف همة المسلمين والعمل على نهب خيراتهم والاعتداء عليهم تحت عناوين الرأسمالية والاشتراكية والبراكماتية والغزو الثقافي والغزو العسكري والهيمنة على مقدرات أراضيه. فأصبحنا أمة نائمة يقتل بعضنا الآخر ونسعى في خراب بيوتنا بايدنا بعد أن من الله علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وبال بيته صلوات الله عليهم وبتاريخ مشرف وحافل من العلماء والمجاهدين الذين أسهموا في بناء الحضارة وصناعة الإنسان لولا حقد الأعداء وفساد الأمراء ودخول النفس الأمارة بالسوء من العملاء فأصبحنا لا ندري أي جبهة نقاتل عليها وأي جهة ندافع منها. 
إن  الاعتداء الذي يحصل من الدولة التركية على بلدنا  العراق الحبيب هو اعتداء سافر ومرفوض ومن الخزي والعار السكوت عليه هذا الاعتداء هو بمثابة ضرب السيادة العراقية وطمس الهوية التاريخة كإعادة للدولة العثمانية الحالمة بالإمبراطورية 
 فعندما يتم الاعتداء علينا بعقر دارنا فهذا التجاوز هو الحرب بعينه وهي المصيبة الكبرى حيث يتم التحرش بنا ونحن نيام لا نحرك ساكنا ولا نصعد موقفا  فلم يبق لنا حدود دوليا ولا قيمة سيادية. 
إن تركيا تمادت كثيرا وتغطرست بعد قطعها  للماء عنا  جاءت مرحلة الاعتداءات المتتالية من القصف والقتل للمدنيين ودخولها المناطق العراقية متجاوزة الحدود الدولية وكل الأعراف السياسية. 
  وأنا هنا أسأل ولا أدري هل سوف اتهم كما يتهم كل منصف لو كان هذا الفعل وهذا القصف من دولة أخرى وأخص بها الجارة الشرقية الإيرانية هل كان السكوت وعدم التعاطي مع هذا الحدث بمثل ما نراه اليوم من سكوت على الاعتداءات  التركية على حدودنا العراقية؟
أوليست الحدود العراقية واحدة وهيبة العراق  واحدة وعدوه واحد مهما كان إذا كان شرقي أو غربي شمالي جنوبي فهو معتدي ولا فرق بين أن يكون سنيا أو شيعيا أو أن يكون عربيا أو كرديا مسلما كان أو كافراً؟  أوليس هناك حرمة للأرض ولا بد من عدم الاعتداء عليها هل سمعنا بقصف الأردن أو السعودية أو إيران أو الكويت لأراضينا؟ 
لكننا نعلم أن تركيا تقصف ولها قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية وهنا يتضح معنى العمالة لمن يجتمعون في تركيا لحياكة المؤامرات المستمرة على العراق المظلوم الذي ظلم بوجود طبقة سياسية لا تنتصر لأرضه وشعبه وتنظر بعين واحدة للأمور حتى بات اسم الإسرائيلي ممكن الحديث به ولكن الحديث عن الإيراني حرام ومقزز؟ هكذا أريد للشعب العراقي منذ أربعة عقود أن يبقى حامي العرب والغرب ضد الاصطفاف الإسلامي مع جارته ووالله إنني لا يهمني أي دولة مجاورة غير الموضوعية وقول الحق فإيران عليها ما عليها والسعودية عليها ما عليها والكويت والأردن وسوريا وكل العالم لا أقدمه على بلدي ولكن هناك أبعاداً في صب العداء على جهة يراد منها شيطنة المذهب وترك الآخر يصول ويجول. 
فإننا وقفنا ضد إيران الشيعية وما زلنا نقف ضد أي فعل تقوم به فهل ستقف القوى السنية ضد الفعل التركي السني؟ هذا ما نريد معرفته حتى يتضح للعالم أن العراق للجميع وأبناءه لا يهمهم غير الهوية الوطنية وأما إذا استمر السكوت فهذا دليل واضح يحتاج أن يعرفه المغرر به بأن النزعة الطائفية السياسية حاكمة في العراق وليس هناك هوية وطنية أبدا. 

https://t.me/iljnaan

مركز الفكر للحوار والإصلاح 
الشيخ مجيد العقابي 
٢٠٢٢/٦/١٦
الهوية. والقصف التركي

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top