بسم الله الرحمن الرحيم.
#رصد_عقابي_١٠ ( وزارة المواصلات).
لقد أنعم الله على الإنسان بأن هيئ له وسائل الحياة على هذه الأرض وسخر له الجماد والحيوان لخدمته ولديمومة بقائه. ومن جملة ما سخره له هي الكائنات الحية التي تقله ويسافر عليها من بلد إلى بلد مثل الحصان أو الجمل( سفينة الصحراء) أو أي دابة أخرى. وكانت هذه الوسائل الحية تستخدم من قبل الإنسان لنقل البضائع والسفر والحرب. حتى صنع الإنسان وسائل صناعية للنقل حديثه للنقل مثل السيارة ( نيكولا أول من اخترع مركبة ذاتية الدفع تعمل بالمحرك البخاري، وذلك عام 1769م ) والطائرة ( العالِم عباس ابن فرناس في العام 830م تقريبا)
والسفينة ( طبعا أكيد نبي الله نوح عليه السلام أول من صنع السفينة بأمر الله سبحانه لكننا نتحدث صناعيا هو روبرت فلتوناخترعها عام 1807 ) تختصر المسافات وتتسع لنقل البضائع بكميات كبيرة. فأصبح النقل غير مختصر على البر فقط بل صار السفر برا وجوا وبحرا.
وتنوعت أصناف المركبات الناقلة فمنها الخصوصي ومنها العمومي ومنها النقل الجماعي عبر القطارات أو الحافلات. ومع تزايد السكان زادت السيارات أكثر وأصبح الكثير يمتلك سيارة تقله إلى مكان عمله وهذا أمر جيد وممتاز لو كان هناك حالة من التناسب الطردي من استيعاب الشوارع والطرقات لهذا العدد ! ومع تزايد عدد المالكين للسيارات.
طبعا حديثنا عن العراق وهو المعني في هذا المقال. هذه الدولة ذات الحضارة والتطور الأول الذي سبق بلدان المنطقة بكثير من الأمور.
فالعراق كان له أسطول بحري كبير وأسطول جوي ممتاز وسكك حديد على طوله تربط ما بين تركيا وإيران وغيرها من الدول. لكنه اليوم يفتقر إلى الكثير من هذه الوسائل للأسف الشديد.
فمن النادر تسمع أن هناك سفراً عبر السفن؟
وقليل جدا من يسافر عبر القطارات ؟
وللأسف فقدت المواصلات الجماعية التي كانت تضفي مظهرا جميلاً على الشوارع مثل الباص وسيارات النقل الكبيرة من الحافلات الجميلة ذات الطابقين ؟
فأصبح النقل عبر وسيلتين رئيسيتين هما السيارات والطائرات تقريبا.
ورغم أن حوادث السيارات ومشاكلها كبيرة جدا إلا أن الناس يعتمدون عليها في تنقلهم بسبب عدم وجود الوسائل الأخرى التي انقرضت تقريبا ( عن وزارة التخطيط العراقية أن ارتفاع عدد حوادث المرور وضحاياها المسجلة لعام 2021، تجاوزت 30% عن العام الماضي .وأن عدد حوادث المرور المسجلة لعام 2021 بلغت 10659 حادثا منها 2709 حوادث مميتة وبنسبة 25.4%، و7950 حادثا غير مميت وبنسبة 74.6% للمحافظات عدا إقليم كوردستان، مقابل 8186 حادثا في سنة 2020 وبارتفاع بلغت نسبته 30.2%". أما عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2021 ( الوفيات) حسب الجنس بلغت 2828 قتيلا، من الذكور 2305 قتلى بنسبة 81.5% ومن الإناث 523 قتيلا بنسبة 18.5% من المجموع الكلي للوفيات، مسجلا نسبة ارتفاع مقدارها 31.4% مقارنة بالنسبة الماضية حيث كان عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2020، نحو 2152 قتيلا).ومع كل ذلك لا توجد الآن وسائل نقل غير السيارات الشخصية.
لذلك استخدام السيارات الشخصية مع عدد الموظفين والطلاب الكبير يعرقل حركة السير ويسبب الاختناقات المرورية ذلك لعدد السيارات الهائل وقلة الشوراع وخروج بعض الجسور والشوارع عن الخدمة وغلق بعضها الآخر وغيرها من المشاكل الاستيعابية ، وخروج الموظفين والطلاب في وقت واحد ( وسبق أن تحدثت في رصد عقابي ٢ عن الازدحامات) كل ذلك يشكل أزمة حقيقة في الشارع.
بل إن كثرة السيارات تسبب مشاكل حتى في الأزقة والفروع الضيقة ومن جملتها امتلاك بعض العوائل لعدد من السيارات الذي يتجاوز على حدود الجار ويضيق من حركة المارة.
الحلول.
١- إعادة تأهيل القطارات من استحداث قطارات سريعة والعمل على إزالة التجاوزات على سكك القطارات وبذل الجهد للحفاظ عليها. حتى لو تعطى لشركات استثمارية والتي بدورها ستساهم بأعمارها والحفاظ عليها لأنها من أموالهم . لأننا وللأسف نعاني من ثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة فبعض الموظفين لا يهتمون للممتلكات وبعض المواطنين كذلك لا يشعرون بالمسؤولية فضاع الأعمار والتطور بسبب تدني انتمائنا للوطن.
٢- إعادة تأهيل السفن البحرية للنقل وتشجيع السفر عبر البحار فهذه وسائل نقل مهمة وهي تجمع ما بين السفر والترفيه وفيها مردودات كبيرة للبلد.
٣- تشغيل الزوارق النهرية مع وجود نهري دجلة والفرات وهذه الزوارق بدورها أن تسهم في سهولة التنقل وكذلك التنزه بين مناطق العراق الحبيب.( ورجاء عوفها من دون صوت حتى نركب معكم مو كلها هم بس حفلات).
٤- إيقاف استيراد السيارات وخصوصا في بغداد والعمل على تسقيط السيارات القديمة كما عمل بها في السابق بل تسقيط حتى السيارات الحديث دون المواصفات فلا يعني أنها موديل ٢٢ أنها حديثه ولكنها عبارة عن ابلاستك أو خفيفة المعدن؟ وما أكثر الحوادث التي يموت بها السائق لعدم متانة مثل هذه السيارات؟ففي السابق لم نكن نسمع بموت سائق إلا بصعود الشاحنة ( اللوري) على سيارته لمتانها؟ أما اليوم فأقل تصادم بين سيارتين يسبب فقداً للأرواح بسبب نوعية السيارات الحديثة. لذلك لا بد من إيقاف استيراد هذا النوع من السيارات رجاءً .
٤- تحديد عدد السيارات في المناطق حسب مساحة الدار. فمثلا من لديه كراج كبير يحق له أن يملك أكثر من سيارة ولكن من لديه ٥٠ متراً لا يحق له أن يغلق الشارع بخمس سيارات؟ بل حقه سيارة واحدة فقط ولا تقل لي أننا لدينا أشغال وأعمال وعددنا كبير؟ فليس من حقك أن تملك الشارع العام لأنه ملك الجميع!!!
٥- إعادة تشغيل وتأهيل الحافلات الكبيرة ( المصلحة) التي كانت تعمل في العراق بامتياز بل كانت أفضل وسيلة للنقل وهي كذلك تجمع السفر والترفيه ( خصوصا ذات الطابقين) بل فيها ميزة أخرى يمكن أن أجدها وهي اختلاط المجتمع التقارب بين الناس أكثر ،عكس السيارة الخصوصي التي تفقدك التعرف على الوقائع وعلى المجتمع فالباص يحمل تنوعا وصورة عن المجتمع يركب فيه الطبيب والجاهل والغني والفقير الصغير والكبير وهكذا ( كان الدكتور علي الوردي يجلس في المقاهي فعابوا عليه فقال لهم أنني اختلط مع الناس حتى أتعرف على طبائعهم فعلم الاجتماع يؤخذ من الواقع وليس من الكتب!).
٦- إنشاء متروا الإنفاق الذي يربط بين المناطق ويسهل عملية النقل ويخفف من الازدحامات ويعكس صورة عن مواكبة الحاضر والتطور العالمي ولا يحتاج العمل عليه إلى تعطيل الشوارع أبدا. ورغم أن العمل بالمقترحات هذه كلها تشمل العراق كله إلا أن المحافظة الأولى التي لا بد أن ترعى ويتم الاهتمام بها بسرعة هي العاصمة بغداد بسبب العدد السكاني الكبير ولتمركز الحكومة فيها.
٧- شراء وسائل نقل للزيارات والمناسبات الدينية وغيرها فمن المخجل أن يبقى الزائر يعود إلى داره وهو يهرول خلف شاحنة أو سيارة نقل عسكري! بل لا بد من التجهيز والتحضير لهذه المناسبات من قبل الوزارة بما يلائم ويتناسب مع حجمها السنوي المستمر.
طبعا هذا فيما يخص وسائل النقل البري والبحري وتركت النقل الجوي وحده في مقال قادم بإذن الله. نطمح إلى أن تعود بغداد والمحافظات جميعهن زاهية وبهية بجمال شواراعها وتنوع وسائل نقلها ليعش الفرد العراقي براحة نفسية ولا ينعكس سوء النقل على مزاجه اليومي إن شاء الله . والله من وراء القصد.
https://t.me/iljnaan
الشيخ مجيد العقابي
رئيس مركز الفكر للحوار والإصلاح
٢٠٢٢/١١/١٧
0 التعليقات:
إرسال تعليق