04:54:06صباحا

اخبار المركز

الاثنين، 7 نوفمبر 2022

رصد عقابي. ٤. الدفاع المدني. وكثرة الحرائق.


 بسم الله الرحمن الرحيم 

#رصد_عقابي_٤.      (الدفاع المدني) 

كان لدي رصد آخر ولكني سأنشره لاحقا. وسأقوم بنشر هذا الرصد باعتباره حدث أني أخذ أبعاداً جديدة تطلب منا أن نقف عندها. 


أولا أسجل شكري وحبي وتقديري لإبطال الدفاع المدني الذين يبذلون قصار جهدهم في إخماد النيران وحفظ الأرواح وما سيصدر في الرصد لا يعني تقصيرهم بل قصورهم عن بلوغ الغايات. 

لقد تعرضت مخازن المواد المنزلية البارحة في منطقة الوزيرية في بغداد إلى حريق كبير ومرعب على المستوى الشخصي لم أر مثله في العراق لاتساع بقعته وطول مدته وانتشار آثاره. 

فلقد شاهدنا المحلات والسيارات المحترقة (رغم أنها في الشارع وبعيدة عن مركز النار) ذلك بسبب تطاير النيران واستحواذها على مساحة لا تقل على الدونم أو أكثر بنظري . 

وصلت النيران إلى الغيوم بسبب وجود كميات كبيرة من المواد المساعدة للاشتعال وعلى رأسها العطور. 

هذا الحريق بدأ من الساعة ١٢ ظهرا إلى اليوم الثاني مخلفا دمارا كبيرا لبضائع الناس والمحال التجارية. 

وهنا سنبدأ كما عهدتمونا في الأسباب الأولية ثم الحلول. 


١- البناء غير الأمن ففي الآونة الأخيرة كثر استخدام السندويش للبناء لأنه سريع الإنشاء وأرخص من غيره.مع أنه غير آمن وسريع الاشتعال بل لا يحمي من أي خطر آخر أمثال الرصاص الطائش وغيره. وقد تكررت حالات الحرائق بسبب أن هذا السندويش يوجد في وسطه مادة مساعدة للاشتعال ولا تنطفئ بسهولة حتى تخمد وحدها. لذلك انتشرت النار في السوق بسبب استخدامهم هذا النوع من البناء. 


٢- العشوائية في البناء فلا يمكن أن تبقى الأسواق والمجمعات الخدمية بهذا الشكل لا بد من إيجاد أماكن آمنة وصحيحة لممارسة المهن والبيع والشراء. يكفي ما يتم خسارته من قبل أصحاب المهن بسبب الحرائق. لذلك هذا الحدث الكبير يتطلب مراجعة سريعة ووقفة جادة من قبل المعنيين. 


٣- الوسائل القديمة لدى جهاز الدفاع المدني. فما زالت السيارات قليلة والأدوات قديمة ولم يستحدث لهذا الجهاز أي نوع من أنواع التطور العالمي الذي يشهد قفزة تقنية كبيرة في إخماد الحرائق. فهل من المعقول أن أستراليا وأمريكا وغيرها من الدول تشتعل غاباتها دائما فتسيطر عليها بطائرتها وأجهزتها ببضع ساعات. ونحن لا نستطيع أن نسيطر على حريق مثل حريق البارحة!؟ لماذا ليس لدينا طائرات للدفاع المدني لماذا ليس لدينا مسيرات للدفاع المدني لماذا لا توجد سيارات إطفاء تحمل مواد سريعة الإخماد. لماذا لا يوجد في كل حي مفرزة إطفاء. لماذا لا يوجد عدد كبير من الإطفائيين. حتى وصل إن اللواء كاظم ينزل بنفسه ويتعرض هو وزملاؤه للإصابة. هذا القائد فقد قيادته لأن القائد متى ماستخدم سلاحه أصبح مثل الجندي. ولكن هذا الرجل الشجاع الذي لطالما دعوت لنصرته وآخرها مع الإعلامي (كريم حمادي ) وطالبت الداخلية بأن تعتني بالدفاع المدني وتساعد اللواء كاظم من تطوير جهازه. ولكن وللأسف لم نحصد إلا فقد الأموال وكثرة الإصابات. 


الحلول. 

١- أولا تجهيز الدفاع المدني بمعدات حديثة مثل ما يتم شراؤه من الدبابات وتغيير سيارات النجدة في كل فترة قصيرة. فلا بد من تغيير كل السيارات القديمة للجهاز واستبدالها بسيارات حديثة تفي بالغرض لأنها تخوض معارك لحفظ الأرواح وهذه مهمة عظيمة. 


٢- استحداث وسائل جديدة ( بالنسبة لدفاعنا العراقي وليست جديدة للعالم). مثل الطائرات والمسيرات التي تحسم الموقف وتقلل عدد الخسائر. وإرسال بعثات ولجان للعالم للتعرف على الوسائل الحديثة وكيفية التعامل معها وجلبها وإضافتها للبلد. 


٣- زيادة عدد المفارز في المناطق وإعطاء الضعف في المناطق الصناعية والخدمية والأسواق. لاحتمال تعرضها للحرائق أكثر من غيرها. وهكذا نضمن سرعة الوصول لمكان الحادث خصوصا أن بغداد تعج بالازدحامات ،والمسافات البعيدة تعرقل وصول الجهاز إلى مكان الحادث بسرعة. 


٤- زيادة منتسبي الدفاع المدني وهنا أنا أعترف بجهلي بهذا الموضوع فلا أدري هل الدفاع المدني مثل النظام العسكري فصيل وسرية وهكذا أم هو مختلف وهل هو تطوع أم إجبار. المهم مع جهلي بالموضوع أي في كيفية زيادة الأعداد ولكن المهم هو استقطاب وزيادة عدد أفراد الدفاع المدني إما من نفس الداخلية أو فتح باب التعيين. 


٥- زيادة رواتب الدفاع المدني ، أولا لخطورة الموقف وثانيا تحفيزا لهم والاهتمام بجهدهم الكبير الذي يتطلب جهداً جسدياً ونفسياً بالوقت نفسه. فإن البعض يرى خرطوم الماء فقط ولكني أتخيل أنه أثقل وأخطر من غيره لأن قوة دفع الماء تحتاج إلى قوة موازية فصلابة المنتسب وتقدمه وهو يحمل الخرطوم لا تتخيلونها مثل شخص يقوم برش حديقته المنزلية. أولا لقوة الدفع ثانيا لاحتمال أي انفجار يمكن يؤدي بحياته. لذلك لابد من الاهتمام بأفراد الدفاع المدني. 


٦- تكثيف الدورات التدريبة لعناصر الدفاع واختيار أصحاب الأجسام الملائمة مع هذا العمل الجبار.فالعملية تحتاج إلى قوة وسرعة ونشاط. 


٧- زيادة التوعية المجتمعية حول الحرائق من خلال التلفاز والإذاعة والمنشورات والندوات. لا بد من العمل عليها واستخدام الوسائل كلهم لزرع ثقافة السلامة العامة. ومن جملتها هو ابتعاد الناس عن مكان الحادث وعدم إرباك الأجهزة بتدخلها أو تجمهرها وهذا ما نراه دائما للأسف الشديد. والمفروض أن يبتعد الفرد غير المتخصص ويترك المجال لرجال الإطفاء للقيام بمهامهم. 


٨- توزيع مواد الإطفاء على المحال والبيوت بأسعار رمزية بل إجبار الجميع على ذلك ولا أظن إجبار الناس من هذه الناحية مزعجاً لهم بل هو الإجبار المرضي لهم. ولكن بأسعار رمزية مثلا قنية كبيرة ب٥ آلاف. ولا يجبر ويترك دون دعمه بالمواد. هكذا يتم استغلال الناس من قبل الباعة. وبالتالي لن ينفذ القرار. فالقرار لازمه توفير المواد أولا حتى يتدرب المجتمع على تنفيذ القرارات ويحترمها. أن قامت الدولة بتوفير المواد أولا. وتوزع من قبل الجهاز على البيوت كما يدور بائع الغاز. وأن لا يتم إزعاج المجتمع بالمراجعة فهكذا سوف تهمل العملية. إنما تتم عملية البيع والتوزيع من قبل الجهاز على البيوت كما تجبى الكهرباء . 


٩- أخبار أصحاب المولدات بإيجاد مسالك نظامية للأسلاك الكهربائية التي تقلل بدورها من الاحتكاكات والحرائق. وكذلك تعطي صورة جميلة عن الشوارع. فإذا كانت المولدة في الجزرة الوسطية يقوم صاحب المولدة بنصب بورد على الجانب الثاني. ومد كيبل مناسب علميا مع عدد المشتركين ويكفي هذا العبث بعدم تنظيم الأمور فلنعالج الأشياء من جذورها ولا نستخف بأبسط الأمور. 


هذا واعتذر عن الإطالة ورحم الله الشهداء والشفاء العاجل للمصابين والشكر والتقدير لأبناء العراق من الأجهزة الأمنية والطبية وكل من يساهم مع إخوته في الدفاع المدني. وعوض الله أصحاب الأموال فحياتكم أغلى منها وأنتم من جلب المال فما ذهب سيعود إن شاء الله. لكن المال لن يعيدكم إن ذهبتم فلا تذهبوا بأنفسكم حسرات. وكل ما ذكرته هو حسب فهمي ورصدي والله من وراء القصد. 


https://t.me/iljnaan/2309 التلغرام 

الواتس اب. 

https://chat.whatsapp.com/BA9W9wAq0fKJoubj6MV3UT

الموقع الالكتروني. 

https://www.m-alfikr.org/2022/11/blog-post_6.html

الشيخ مجيد العقابي. 

رئيس مركز الفكر للحوار والإصلاح

٢٠٢٢/١١/٧

رصد عقابي. ٤. الدفاع المدني. وكثرة الحرائق.

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top