الى رئيس الوزراء
بداية ارتفاع سعر الدولار والمنشورات تشهد قلت لكم أنه سيصل في ٢٣ الى ١٦٥ والكلام قبل سنة ونصف بل أكثر. وها قد تجاوز حد التخمين.
ولكني منذ أول يوم بدا فيه الدولار بالصعود لم أتحدث عن الارتفاع أو أطالب بالنزول أبدا. لأنه لا يهمني البتة.
بل طالبت بنزول سعر الزيت الذي وصل سعره الى ٣٠٠٠ آلاف دينار ولم أخرج في لقاء حتى طالبت الحكومة بتخفيض سعر الزيت بل هناك مقطع روج له المغرضون والغافلون بأنني أتحدث عن الزوار الذين يذهبون للزيارة من أجل الطعام وأنا لم أقصد هذا بل العكس تماما حيث ذكرت أن الفقراء يأكلون من المواكب وأن ملاذهم هي الشعائر وقد وصل حد الفقر في العراق الى نسبة عالية.وذكرت أن لتر الزيت بسعر كذا وكذا. وإذا كنت تذكر جنابك قبل أن تشكل الحكومة أيام الانسداد السياسي كنت حاضرا في منتدى مع الدكتور مزهر الخفاجي ولقد عاتبتكم لارتفاع بطل الزيت حتى صفق لي الحضور بشدة ( جنابك كنت حاضرا مع المطلك والعرباوي في الخط الأول في المنتدى الثقافي في الكرادة).
المهم
من الجهل والتجهيل أن ننشغل بالدولار ونطالب بنزوله أو نخاف من صعوده أكثر نحن الفقراء الذين لا تجارة لنا مالنا وما للدولار؟
ما يهمنا هو أسعار السلع وتوفرها في الأسواق ففي زمن الحصار وصل سعر الدولار الى ٤٠٠ ألف دينار ولكننا كنا نشتري الزيت والسكر والشاي والرز والطحين بأبخس الأثمان وأما الخضروات فكانت بأسعار أقل مما عليه الآن ذلك لأن الحكومة آنذاك سيطرت على السوق وكانت تعاقب المتلاعبين بقوت الشعب.
أما اليوم وقد وصل سعر الزيت الى ٤٠٠٠ دينار ( نحن اشترينا بطل الزيت ب٤٠٠٠ ألف قبل يومين )
وسعر الأراضي المتر ب ٣ الى ٦ ملايين دينار
وسعر الرز ٢ الى ٣ آلاف دينار
وسعر الباذنجان الى ١٥٠٠ دينار
وسعر قنينة السبسي الى ٧٥٠ ديناراً
والقائمة تطول
لو رجع الدولار الى ١٢٠ أو حتى صار ب١٠٠ ألف فلن ننتفع منه أبدا لأن نزوله لن يخفض ارتفاع السلع في الأسواق أو يوقف جشع الباعة والتجار.
يا رئيس الوزراء أنت الآن في بداية طريق وضعك أمام النقد ولم نتوجه لك بأي إساءة لشخصك وانتظرنا الكثير منك فماذا أنت فاعل!
العبادي مع حرب داعش وتدهور الاقتصاد وتكالب الدول وكلنا أصبحنا ضده وطالبناه بأن يضرب بيد من حديد وعمل الإعلام على الضغط عليه رغم أنني بوصفي عراقي لم أر رجل دولة من ٢٠٠٣ الى هذه اللحظة من فعل ما فعله العبادي أو حققه ( لاحظ أني أقارن بينه وبين من حكم لا أنزه الرجل مطلقا) أما الكاظمي فهو فعلا كان مبخوتا حيث الدفاع المستميت عليه من قبل طبقة واسعة من رجال الدين والسياسة والإعلام وكان محصناً بحصانة عجيبة حتى ظننت أننا سنعود الى زمن اسمع ولا تتكلم كما كان في زمن النظام البائد.
وكما أن الكاظمي كان من اتجاه معروف وتم السكوت عليه ( ومن هوان الدنيا أن يقود العراق من لا يستطيع أن يأتي بجملة واحدة ) وقد رحل.
فاليوم أنت من الاتجاه الثاني ولا نريد ان نصاب بما اصبنا به مع من سبقك وأنا شخصيا لم أغنم كمواطن عراقي من تغيير الكاظمي إلا حسن بيانك واتزان شخصك وحتى لا ابخسك الحق وانصفك وهذا بحد ذاته أمر جيد أمام العالم وسمعة العراق صاحب الحضارة وكذلك أسجل لك خروجك في المؤتمر الأسبوعي بشخصك وليس بمتحدثين نيابة عنك.
أيها الرئيس ولكن على المستوى العملي والإداري وهموم الشعب فأنت لم تقم بأي تغيير أو أن تضرب بيد من حديد أو توفر القوت للناس وقد أخطأت حيث وفرت لذوي الدخل المحدود زيادة في السكر بكيلو غرام والزيت ببطل إضافي واعتبرته إنجازاً وكان المفروض أن تغنم الفرصة وتزيد من التموينات لكل العراقيين فمن يحتاجها سيستفيد منها ومن لا يحتاجها سيقوم ببيعها وهكذا تتراجع أسعار السلع في الأسواق بتوفر الأمن الغذائي.
يا رئيس الوزراء أنت تمثل العراق الذي مازال شعبه مؤدلج
يذم على الانتماء
ويجب على الانتماء
أما أنا فأكلمك بموضوعية وإنصاف وأحمد لله على هذه النعمة نعمة عدم الاستغفال وأنت ممن لم يسجل عليه سجل فساد سابق منذ تسلمك لمهام الوزارات وهذا الشياع معروف عند الجميع فلا تلوث تاريخك النظيف في هذه المرحلة أو تتجاهل ما يمر به الشعب العراقي الصابر
فإذا رأيته صفق في كأس الخليج فلا يعني أنه مرتاح بل هذا هروب من الواقع
وإذا رأيته يسير ملايين الى الزيارة فلا يعني أنها حرية بل هذا التماس وطلب العون من أهل البيت صلوات الله عليهم بعد أن خذل الشعب من الساسة.
ولقد كتبت ١٤ رصداً عقابياً تخص الوزارات شرحت فيها الخلل وأعطيت الحلول ولن أتوانى في خدمة بلدي بل حتى تقديم بعض المقترحات من أجل المصلحة العامة.
نترقب منك العمل الجاد بعيدا عن البيروقراطية والتفاهمات السياسية او ارضاء رجال الدين او اصحاب السياسة او الدول المجاورة او العالمية وغيرها من العلائق.
كن مع الشعب وسيكون الشعب معك.
ما زال حسن الظن لم ينهدم.
الشيخ مجيد العقابي
٢٠٢٣/١/٣١
0 التعليقات:
إرسال تعليق