04:54:06صباحا

اخبار المركز

الخميس، 25 مارس 2021


Baghdad
بغداد/ نازا محمد/ الأناضول

يتصاعد الجدل في العراق بشأن مساعي البرلمان لإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية يتيح زواج القاصرات وهو ما يلقى رفضا واسع النطاق من قبل الجماعات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وتفجر الجدل بعد أن صوت البرلمان، من حيث المبدأ، الثلاثاء قبل الماضي، على إقرار تعديلات على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959، وهو مسعى يقوده في الأساس الكتل الشيعية البارزة ضمن التحالف الوطني الذي يشغل 180 مقعدا من أصل 328.

وهذه هي المحاولة الثالث لتمرير قانون يجيز زواج القاصرات منذ سقوط النظام السابق عام 2003، بعد فشل المحاولتين السابقتين.

وتشمل التعديلات عدة بنود تجيز احتكام الأفراد، كل إلى مذاهبهم الدينية، للبت في بعض القضايا المتعلقة بالميراث والزواج والطلاق، وهو ما يعني فعليا السماح بزواج القاصرات في سن يمكن ان يصل إلى 9 سنوات.

وتختلف المذاهب والأديان بشأن الأمور المتعلقة بالزواج والطلاق وحقوق كل من الجانبين.

والغالبية الساحقة من شيعة العراق يتبعون المذهب الجعفري، الذي يعتبر بأن سن تكليف المرأة بالواجبات الدينية مثل الصيام والصلاة يبدأ من 9 سنوات، فضلا عن جواز تزويجها مع بلوغها هذا السن.‎

**مخالفة للدستور والاتفاقيات الدولية

ويحذر قاضي محكمة الأحوال الشخصية في بغداد أحمد الساعدي من تمرير التعديلات في البرلمان.

ويقول الساعدي، وهو رجل دين شيعي، في حديثه للأناضول، إن "التعديلات المطروحة تحمل خطورة كبيرة كونها لم تراع أن البلد متعدد القوميات والطوائف والأديان".

وأضاف الساعدي، معلقا على التزامات العراق الدولية فيما يتعلق بملف حقوق الانسان، أن "العراق وقع سابقا على اتفاقيات دولية أصبحت ضمن قانونه الوطني ويجب مراعاة تلك القوانين"، مشيرا إلى أن "واحدة من أخطر التعديلات تتمثل في زواج القاصرات".

وينص قانون الأحوال الشخصية الحالي على عدم جواز زواج الفتيات دون سن الـ18 عاما.

ومن بين التعديلات الأخرى التي يسعى البرلمان العراقي لإدخالها على قانون الأحوال الشخصية، هي السماح للزوج بتعدد الزوجات دون إذن الزوجة، وله الحق في الحصول على حضانة الطفل بعمر السنتين، ويجبر الزوجة على السكن مع أهل زوجها.

** تباين الأحكام وفق المذاهب والأديان

وينفي رجل الدين الشيخ مجيد العقابي مطلقا جواز تزويج القاصرات وفق الشريعة الإسلامية، بغض النظر عن المذاهب.

ويقول العقابي، للأناضول، إن "زواج القاصرات مرفوض، ومن يقول إن هناك في الشريعة تحديدا لعمر الفتيات للزواج، فهذا هو تحديد للتكليف الشرعي ولا دخل له بالزواج، 9 سنوات فقهيا تصوم وتصلي ولكن ليس سن زواج".

وتحفظ العقابي على التعليق على أن مقترح تعديل القانون يجيز أيضا تصديق عقد الزواج الشرعي بعد ستين يوما في المحكمة، متسائلا: ماذا لو كان هناك خلاف خلال هذين الشهرين قبل تصديق عقد المحكمة مع احتمالات حصول حمل؟.

واعتبرت الناشطة الحقوقية، والعضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان (مستقلة مرتبطة بالبرلمان)، بشرى العبيدي أن التعديلات المقترحة "تتجاوز على السلطة القضائية بحكم أنها تجيز تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية بالرجوع إلى مذهب الشخص في بعض الأحكام مما يعني البت في بعض القضايا يكون عن طريق السلطة التنفيذية ممثلة بالوقفين السني والشيعي وبالتالي إلغاء دور القضاء".

وأضافت العبيدي أن "المعترضين سيطعنون بالتعديلات أمام المحكمة الاتحادية العليا (أعلى محكمة في البلاد) في حال تمرير البرلمان لها لمخالفتها للدستور".

وشنت العبيدي انتقادات لاذعة على المدافعين عن تمرير القانون مخاطبة إياهم قائلة: "أنتم وداعش سواء. إذا ما أقر المقترح فإنه يوفر غطاءً قانونيا لبعض أفعال عناصر داعش وبإمكان أي محامي تبرئتهم".
**.

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top