04:54:06صباحا

اخبار المركز

الأحد، 28 مارس 2021

بين يدي ثورة شعبان


[ بين يدي ثورة شعبان ]

في مثل هذا اليوم ..
الرابع عشر من شهر شعبان ..
قبل ثلاثين عاماً ..
نهض رجالٌ حملوا الأرواح على الأكف ..
ليعلنوا فعلاً ثورياً بكل ماتستبطنه هذه الكلمة من عنفوان ..

لم تكن ثورة شعبان مجرد تحرك إنفعالي مرتجل كما أُريد تصويرها ..
ولم يكن السبب في إندلاعها أنَّ جندياً قد صوّبَ سلاحه على صورة للطاغية في البصرة كما قيل ..
بل كانت شرارتها قراراً ثورياً مدروساً ،
أصدر صنّاعه قبل اسبوعين من إنطلاقتها بياناً بعنوان : " قرارات أزمة " ..
حمل تحليلاً للأحداث آنذاك ، وصرّح بقرار الثورة وتوقيتها وأساليب التحرك فيها ..
وهو بيان يحفظه جيداً مَن كان مرتبطاً بقاعدة الكفاح ، أهوار الناصرية الطيبة ..
تلك القاعدة التي كان يقود كفاحها في الثمانينات رجال من الرميثة ..
وشاركهم وناصرهم في ذلك أبطال أفذاذ من أهل تلك المناطق ..

لا أقصد أنَّ الثورة كانت مُنَّظمة في كل المدن ، اذ لم يكن الدعاة المرتبطون بالأهوار إلّا عدداً قليلاً ضاعوا في المد الجماهيري الذي شارك فيها ..
لكني أقول جازماً وعن علم أنَّ شرارتها كانت بقرار ثوري ناقشه رجالٌ ثلاثة ، هم :
( ابو حسين الوائلي ، ابو ايمان الجوهر ، ابو أسماء ) .
صوّت الأولان منهم على قرار الثورة .
وشارك الثالث في القتال بشجاعة لامثيل لها مع أنّه ( حفظه الله ) تحفظ على قرارها ..

أعلم أنها معلومة صادمة لكثيرين ..
لكنها الحقيقة انشرها بعد ثلاثين عاماً ..
بعد أنْ رأيت جفاءً لايليق بالمجاهدين ..

لا أريد هنا الدخول في تحليل معطياتها وأسباب فشلها ..
انما أردت فقط أنْ أذَكّر بأولئك الرجال الرجال ..
وأردت أنْ أقول أنها ظُلمت حتى من قبل مَن يفترض أنّه منتمٍ لها ..
لا لشئ إلّا لأنَّ علية القوم لم يكونوا من صنّاعها ..
من باب الوفاء على الأقل
لنستذكر في هذا اليوم بأجلال وإكبار كل أبطالها رجالاً ونساءً ..
أولئك الأبطال الذين ضحوا من أجل القضية المبدأ
التي أشغلنا عنها هذه الأيام بريق السلطة والتنازع عليها ..

رحم الله شهداء الثورة ..
رحم الله شهداء المقابر الجماعية ..
رحم الله شهداء الإسلام ..
ورحم الله كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن المبدأ والأرض والعرض ..

[ حسن عطوان ]

بين يدي ثورة شعبان

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top