زيارة الكاظمي وعقد الامال.
في كتاب الخصال للشيخ الصدوق قدس: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره.
العراق بلد الحضارات الذي لم يغنم منها الا الاعتداد بالتاريخ على حساب الواقع.
وبلد النفط الذي لم يستفد منه الا تكالب العالم عليه.
وبلد اول من سن القوانين وهو اخر دول العالم بالتطبيقات القانونية.
وبلد من علم الانسان الكتابة وفيه وفق احصائية ٢٠٢٠ (٥) مليون امي.
طيب دعك من هذا كله وركز معي في ملفات السياسة التي دمرت كل شيء في هذا البلد بسبب تعدد الزعامات والرايات والصراعات وتقسيم الشعب الى اتباع وتكتلات مما يصعب لم شمله بعد الان.
الحكام الذين حكموا العراق من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين ماكانت تشكل لديهم العلاقات العربية شيئا ابدا (بل العكس ولذلك حيكت مؤامرات خارجية كثيرة) لانهم كانوا يعتبرون العراق سيد المنطقة. والدليل ان صدام حارب ايران والكويت من هذا المنطلق فلقد وصل به الشعور المفرط من الزهو والقوة ان يحتل المنطقة ووصل الى مناطق سعودية بعد ان دخل الكويت ( طبعا هذا طغيان واعتداء وأمر مرفوض) وكان حديث الحكومات والشعب كله باتجاه واحد وهو العراق.
اما من ٢٠٠٣ الى اليوم تغيرت اللغة الحكومية وانجرت على اللغة الشعبوية ليتم تقسيم العراق الى دويلات داخلية تابعة الى دول خارجية!!!
فالحكومات الجديدة تعقد بصفقات المصالح الشخصية ( ومن يقول ان هنالك اصطفاف عقائدي فهو واهم ) وتجاوزت حتى الخلافات الطائفية ( التي تثيرها داخل العراق لتمزق وحدته لكنها تصطف مع الدول الخارجية من غير طائفتها؟؟؟ ) فلا شيعي مع ايران ولا سني مع السعودية بل تجد بعض العمائم خليجية بامتياز وبعض السنة ايرانيين اكثر من الايراني وهذا دليل قولي ان الاصطفافات التي يتم اتهام الدين بسببها هي كذب وافتراء.
اما فيما يخص الشعب فهذه الكارثة الكبرى لانك تستمع لحديث الشارع المنقسم طائفيا وغير ملتفت لقياداته وانتماءها للخارج وما ذكرته اعلاه من ان المنفعة الشخصية هي الحاكمة.
وتجد المحللين السياسيين يدافعون عن ايران كانهم يعيشون في طهران وليس في بغداد والاخر يدافع عن الحضن العربي كاننا خدم لهم او دولة اسرائيل الجديدة التي تاسست على ارض ليست لها؟
ولذلك على المستوى الشخصية عندما اشاهد هذه الابواق غير المحترمة (وطبعا هذه تدعم اعلاميا لانها مساحة اكتاف ولديها استعداد ان تمسح الاحذية ) اقول ماذا افعل في ظل هذا الخطاب من هذه الشخصيات الهزيلة غير الوطنية والجبانه التي تريد ان تغنم حفنة دراهم لتكون عميلة معلنة ( لان مفهوم العمالة تطور ) من دون ان تستحي من ماء الفرات؟!او تمر نخيل هذا البلد المظلوم؟
اي ماء سقيت هذه الشخصيات لتدافع عن دول الجوار بهذه الحماسة ؟!
كل العالم يتعامل مع الدول المجاورة باحترام وتبادل مصالح الا في العراق ففي العراق تجد الوطن ( عند البعض) في المرتبة الثانية فالصراع هو صراع دول خارجية لا صراع مواطنة وهوية!
زيارة الكاظمي للسعودية ليست هي الاولى من نوعها بين العراق والسعودية بل الرئيس السابق ( عبد المهدي) والاسبق ( الدكتور العبادي الذي صرحت حولها حنان الفتلاوي وقالت ان السعودية فرحت بترشيحه ) ولكن بصراحة مالذي جنيناه طيلة هذه العقود.
دولة الكويت لم تسقط المتبقي من الديون لانها اموال الشعب.
ونحن لم نطالب السعودية ( على الاقل بالطريقة العشائرية الفصل ) بدية العراقيين الذين قتلوا بمفخخات القاعدة ومازالت السجون تعج بالسعوديين من اتباع القاعدة وداعش؟
طيب دولة الكويت حملتنا مسؤولية حكومة صدام مع ان الشعب لا دخل له.
ونحن لا نطالب السعودية بحقوقنا مع ان السعودية مشتركة قيادة وشعبا ( الخطابات السياسية وتدخل السبهان والخطابات الدينية والتحريض وتوافد العشرات من المفخخين) طيب اي حضن عربي والحضن عبارة عن سكاكين؟
هذا لا يعني انني انطلق من منطلقات عقائدية على العكس انا عندما ذهبت للعمرة رجعت وتحدثت عن الاعمار في السعودية وعن كرم الاخوة السعوديين مثلما عندما ذهبت الى زيارة المراد المقدسة في مشهد وقم تحدثت عن جمال ايران وعن النظام فيها.
حديثي حديث حقوق وليس حديث عاطفة او ادلجات!
ايران والسعودية وتركيا وسوريا والكويت والاردن دول الجوار ولو كانت غير مسلمة. لأنني انطلق من مطلقات العالم الحديث الذي بني على قوانين دولية نصت على حفظ السيادة لمل دولة ذات علم وجيش وعدم الاعتداء على الجيران مهما كان. والا لماذا تدخل العالم في قضية الكويت ولكنه يسكت في قضية داعش والقاعدة من أصحاب الجنسيات الخليجية؟؟؟
يا حكام العراق افيقوا واستفيقوا فانتم العراق
انتم ان شعرتم بقيمة بلدكم سوف تحولون العراق الى افضل من كل الدول المجاورة بالاعمار والبناء لكن مشاكلكم وإدخال الغريب بينكم تضعف منكم ومنا نحن الشعب.
تعاملوا مع العالم الخارجي بانكم دولة في يوم ما كان الخليج يحلم ان يكون مثلها.
تعاملوا مع ملفات السياسة الخارجية بمنطق الاستقلالية التامة وان السعودية وتركيا وايران وامريكا وكل العالم حاله حالنا تبادل مصالح واحترام سيادة. لا تدخل وتحرك سفراء داخل الوطن كانهم في بلدانهم؟؟؟ .
يرحمنا ويرحمكم الله.
الشيخ مجيد العقابي
مركز الفكر للحوار والاصلاح.
٢٠٢١/٤/١
0 التعليقات:
إرسال تعليق