قال رئيس مركز الفكر للحوار الشيخ مجيد العقابي، أن مرجعية النجف أكدت حرصها الشديد على ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين، مبيناً أن المرجعية الدينية لا يمكنها التدخل بشكل يثير حفيظة أبناء المجتمع العراقي، لذلك استقال عادل عبدالمهدي استجابة لرأي المرجعية.
وفي برنامج " حوار خاص " الذي يقدمه عمر المنصوري عبر شبكة رووداو الإعلامية قال العقابي إن "المظاهرات انحرفت عن مسارها .. ومطالب المحتجين غير واضحة".
رووداو: المتظاهرون ومنذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية طالبوا المرجعية الدينية بفتوى تلبي مطالبهم لكنها لم تفعل؟
مجيد العقابي: أن المخاضات السياسية لا تنتج عن الحوزة الدينية، وأن المرجعية الشريفة لديها اساتذة ومراجع ومعنية بأمور الدين والفقه ومعالجة المشاكل الاجتماعية والدينية؛ وأن تدخلها في الشأن السياسي يتعلق بما يبقي لها الهيبة والاحترام لأن السلك السياسي فيه الكثير من التنازلات والقضايا الدنيوية، وأن المرجعية تتدخل بالقدر الذي يدفع الضرر ويجلب المصلحة.
رووداو: ولماذا لم تتخذ موقفاً صريحاً وتصدر بياناً توكل فيه كامل الأمور إلى المتظاهرين؟
مجيد العقابي: في العراق ليس لدينا ولاية الفقيه كما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما لدينا هنا المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني بالاضافة لوجود السيد مقتدى الصدر والسيد الحكيم والشيخ الفياض.
رووداو: جميع من ذكرتهم كانوا مساندين للعملية السياسية منذ 2003 ولغاية اليوم وقدموا الدعم لقوائم انتخابية معينة؟
مجيد العقابي: أن المرجعية الدينية بعد 2003 كان لها دوراً كبيراً في وأد الدم العراقي، وفي 2006 تدخلت المرجعية في عدم المساس بأي رمز للسنة بعد الهجوم الذي تعرضت له المراقد المقدسة في سامراء؛ بعد أن حاولت أمريكا اشعال فتيل الطائفية بين أبناء الشعب العراقي، وفي 2014 أصدرت المرجعية الدينية فتوى الواجب الكفائي، بينما في العملية السياسية لا يمكن أن تتدخل المرجعية نظراً لتركيبة الشعب العراقي المتنوعة.
رووداو: ولكن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي قدم استقالته استجابة لرأي المرجعية الدينية؟
مجيد العقابي: السيد الصدر يعمل وفقاً للمستطاع لأنه يتزعم جماهير داخل وخارج العراق، لكن الأمور العقائدية والدينية متمثلة بالسيد السيستاني وهو يحاول مسك العصا من المنتصف دون تأجيج الأوضاع واساءة الفهم بشكل طائفي.
رووداو: ولكن المطالب تتركز حول دعوة المرجعية الدينية بالتدخل لحلة الأمور الراهنة؟
مجيد العقابي: المرجعية الدينية لا يمكنها التدخل بشكل يثير حفيظة أبناء المجتمع العراقي، لذلك استقال عادل عبدالمهدي استجابة لرأي المرجعية؛ وهنا السؤال هل يستقيل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أو رئيس الجمهورية وفقاً لرؤية المرجعية الدينية، وأن المرجعية الدينية تحاول عدم الوصول بالبلاد إلى الإنهيار.
رووداو: المتظاهرون يحملون رجال الدين المسؤولية وراء ما يحصل في العراق؟
مجيد العقابي: أن رجال الدين هم من وقفوا بوجه صدام حسين، ورجال الدين قتلوا بسبب الطائفية، وفي 2014 سقط العديد من رجال الدين في قتال داعش. ولماذا المدنيون ليس هناك أي انتقادات تطالبهم؟ وهناك من يحاول تشويه صورة رجال الدين. كما أن المظاهرات انحرفت عن مسارها كما بدأت مطلع أكتوبر، وهناك ضبابية بما يحدث اليوم في ساحات الاعتصام، ودخلت مجاميع إلى المظاهرات يشوبها الكثير من الأمور وقد يقودنا هذا الأمر إلى اقتتال داخلي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق