طريق سامراء طريق الولاية.
فضيلة الشيخ مجيد العقابي
خرجنا متوجهين إلى زيارة الأئمة عليهم السلام في سامراء وكان بصحبتي الأهل والأولاد ومثل كل زيارة جماعية ينبري ولدي حسين للأسئلة المهمة التي تجعلني ابتسم وأحمد الله على فطنته لأنه عادة ما يسألني وفق نظام الجدل المنطقي والذي لا يعرفه هو لكن نمط الأسئلة هكذا.
إلا أن هذه المرة أسئلته كانت مختلفة وحديثه فتق لي الجروح وأبكاني عندما سألني عن داعش وكيف استطعنا أن نرده إلى نحره. وأنا أشرح له وأعرفه بالأماكن والطرقات فكان يرد السؤال بجواب يكتشفه من خلال كلامي وارى على محياه الحزن مصحوبا بالتعجب مما يسمع عكس ما هو الواقع وما يراه الآن. لكنه حولني إلى ذاك الشعور الأبوي الذي عشته منذ صغرى ومازلت أعيشه فلا يقتل شخص حتى أشعر أنني القاتل ولا يجوع أحد حتى أشعر أنني السارق ولم أتخلص منه شعور الإحساس بكل شيء يخص الوطن والحسرة على ما يمر به من ألم شعور بالأرامل والأيتام الذين أنتجتهم لنا الحروب لينام الشهيد في القبر وينام الفاسد على ريش النعام وكلما أصبح مفلسا حرك صوت الطائفية النشاز واستخدم ألاعيبه لزرع الفتنة من جديد.
تذكرت الشباب الموالي وفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية والتي يحق لنا أن نفخر بها وأننا ننتمي لهذه الحوزة الشريفة وتذكرت تلك الأيام العجيبة التي أهملت بسبب الخونة ويراد لها أن تندرس بسبب كتاب السفارات حتى بات اسم ال م ق اوم ة وال ح ش د غير مرغوب به ومحظور من منصات التواصل.
تذكرت أن الطريق الذي نسلكه اليوم إلى زيارة الأماميين الهاديين عليهما السلام كان يعتبر طريق داعش.
إذا كيف نجونا من هذا الخطر الكبير الذي أحاط بالعاصمة بغداد وأصبح عند بوابة التاجي ولم يبقى بينه وبين دخول العاصمة إلا كيلومترات وأدنى بعد أن احتل ثلثي العراق؟
هذا الطريق الذي مازالت شوارعه مكسره تعج بالحفر الكبيرة بسبب الحرب كان طريقا للموت فلا مجال للعبور منه أبدا.
لكنني اليوم أطلق عليه طريق الولاية. أتعرفون لماذا؟
لان الحياة عادت إليه ودفع الخطر بسبب ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بسبب سواعد أهل المجالس والزيارات بسبب غيرة النشامة من شباب الشيعة الأصلاء أنا أكتب الحروف الآن وابكي لان الدم الذي سفك لا يمكن أن يعوض بكلام أو ثناء وان التضحيات التي قدمت هي أطهر من كل سياسي خائن أو عميل فاسق أو مهرج لا يعرف حجم الدمار الذي أصاب العراق وكيف أن الفتوى إعادة الدولة ولولاها لما كان هنالك شيء اسمه العراق.
على كل فرد عراقي أن يمر بهذا الطريق ليتعرف على الطارمية والنباعي والإسحاقي والدجيل وبلد وسامراء وغيرها من المناطق.
لان الكثير يجهل أماكن الحرب أيام داعش متصورا أن الإسحاقي على الحدود العراقية أو النباعي في الأنبار أو بلد بيننا وبينها ألف كيلو متر!؟
لا يا أيها السادة أن هذه المناطق التي ذكرتها بين كل واحدة منها والأخرى مسافة لا تزيد عن ٢٠ إلى ٤٠ كيلو متر! ! ! . وهي ما بين بغداد وسامراء. فهل عرفتم مدى الخطر الذي كان يهدد العاصمة ومدى التضحية التي قام بها ال ح ش د ال ش ع ب ي المقدس ومدى الدماء التي سفكت حتى تعود الحياة وتحفظ هيبة الدولة؟
ثم تدخل إلى سامراء فتجد سرايا السلام ويبدو لك الأمان منتشرا في نواحيها لتزور وتعود وهم يرحبون بك كأنك متفضل عليهم بهذه الزيارة وليس العكس؟
هل تعرفون أن سرايا السلام مازالت تقدم الشهداء في سامراء وبين فترة وأخرى يتم التعرض لهم فيزف الشباب إلى وادي السلام طيب ما دخل وادي السلام بما أقول؟ لأني كما قلت لكم هذا طريق الولاية.
https://chat.whatsapp.com/K8ivg8p9YNYIsmn1BgcWmQ
مركز الفكر للحوار والإصلاح
الشيخ مجيد العقابي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق