والصبح اذا تنفس.
الشيخ مجيد العقابي
هل راقبت تنفسك خلال ال٢٤ ساعة كيف يكون؟
وهل فهمت التركيبة التي وضعت من قنوات وممرات في جسمك لدخول الهواء وخروجه كيف تكون؟
لماذا التنفس لا تشعر به حتى انت. !!!!!
فانت تعمل وتنام وتآكل وتتحدث وكل شي فيك يعمل بانتظام
ولا يوجد شيء يزعجك في الحالة الطبيعية ابدا
الا في الحالات الطارئة،التي تشعرك باختناق او سرعة دقات القلب او الم الصدر او صعوبة في التنفس وغيرها من الاضطرابات النفسية العرضية؟
التنفس الذي تتنفسه في هدوء تام،جل من وضع هذا الجهاز العملاق في عمله ،الصغير في حجمه وهو جهاز التنفس.يقوم بدوره على افضل حال من دون تفكر منك في دعمه او تعزيزه او غير ذلك !
ثم ان الهواء لا دخل له بالأوردة والدم.
والدم لا دخل له بالهواء!!
لأنهما يلتقيان بعد ذلك في قناة خاصة.
ومع هذا تجد أن التنفس ينشط من الدم، والدم يغذي التنفس من دون اختلاط هذا الجهاز بذاك؟.سبحان الله
يصف الله الصبح بالتنفس فيقول بسم الله الرحمن الرحيم ( والصبح اذا تنفس).
ولكنه يصف المغرب بالغروب ؟
مع العلم ان الصبح هو حركة الشمس وبزوغها والغروب كذلك حركة الشمس وذهابها!.
فالصبح هو ارتفاع الشمس والغروب هو نزول الشمس.
اذا ماهو الفرق بين البزوغ والغروب للشمس في اليوم نفسه؟
كأنه والله اعلم.
أن التنفس الذي يطلقه الله على الصبح هو ليس على انسيابية الحركة فقط، مع العلم ان الوقت بين الفجر والشروق والغروب والمغرب هو
١٥ دقيقة تماما ولا يوجد فرق بينهما من هذه الناحية!
يعني اذا كان الحال على الانسيابية فهو بنفس المستوى الحركي للشمس.
اذا لماذا يسمي الصبح تنفس والغروب لم يطلق عليه تنفس؟
ما فهمته بعقلي القاصر
ان الصبح كحالة اخذ الأوكسجين وتفريغه في جسم الانسان.
لذلك الدخول الى جسم الانسان هو المهم وليس الخروج منه!
لان جهاز التنفس باب للحياة اذا لم يفتح لدخول الهواء فلا يوجد خروج منه ولا معنى لوجود هذا الباب مع عدم امكانية اخذه للهواء!.
بتعبير اخر.
تقف حياة الانسان على الهواء الذي ياخذه الانسان وهو دليل وجوده في الحياة ولذلك يسمى حيا
اما الميت فقد اصبح ميتا لانه فقد التنفس ولم يعد ينفع فيه اي شيء اخر بسبب فقدانه لخاصية التنفس!
ولذلك كأنني افهم ان الصبح هو حياة جديدة للانسان، والغروب ممات له مثل حالة الاوكسجين التي ياخذها ويعطيها.
يعني هذا اليوم الذي مر على الانسان لن يعود ابدا ومن المحتمل انه في الليل اذا نام لن يصحوا في اليوم الثاني ! لان الانسان في منامه مثله مثل الميت كما صرحت الآية التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم. (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
اذا الصبح هو امل جديد يعود به الانسان الى الحياة ويشعره بالامان، والغروب هو إرسال الى اجل مسمى لا يعرف الفرد اذا خرج منه الهواء هل سوف يعود اليه ام لا!
هذه النعمة التي اعتدنا عليها ولا نحس بقيمتها الا عندما نفقدها او تتعرض الى الاذى لابد ان تذكر ويحمد الله عليها بالاستغفار والتسبيح والذكر الذي يطهرها ويمد في طاقتها .
ومما ورد في الاداب الاسلامية عندما تستيقظ من النوم ان تقول ( الحمد لله الذي احيانا بعد ما اذ أماتنا واليه النشور). اذا الصبح هو تنفس للحياة وبداية يوم جديد كما ان الفرد يبدا بيوم جديد ويمارس دورا جديدا في مسرح هذه الدنيا
فسبحانه من اله ما اعظمه.
يقول الامام علي (عليه السلام): أزهد في الدنيا يبصرك الله عوراتها، ولا تغفل فلست بمغفول عنك.
الشيخ مجيد العقابي
مركز الفكر للحوار والاصلاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق